تعيش مخيمات "البوليزاريو منذ أسبوع وضعية كارثية بفعل الأمطار الغزيرة التي عاشتها خلال الفترة الماضية، وانهيار آلاف المنازل بفعل السيول، وسط هبة عالمية لمساعدة الضحايا، واظهار التضامن التام مع الأطفال والنساء المشردين.
ورغم أن موريتانيا تعترف بالصحراء الغربية كدولة مستقلة، وتربطها أواصل القربي والرحم مع القاطنين فيها، إلا مواقف الحكومات السابقة كافة ظل محكوما بهواجس الخوف من تصرفات المملكة المغربية الشقيقة، عاجزين عن ترجمة قرار الاعتراف إلي حقيقة، واظهار سيادة القرار الموريتاني الخارجي.
فمن انتهاء الحرب الموريتانية الصحراوية 1978 لم يقم أي رئيس أو وزير بزيارة المناطق المحررة من الصحراء الغربية، أو مخيمات اللجوء بالجارة الجزائر، لتعزيز العلاقة مع القائمين عليها، أو اظهار التحول الحاصل في العلاقات المشتركة بين الطرفين.
وتبدو الوضعية الإنسانية الصعبة الآن فرصة لإظهار الدعم الإنساني للصحراويين، بغض النظر عن الخلافات القائمة بينهم وبين المغرب علي آليات حسم الصراع، فموريتانيا التي زار رئيسها الدول المنكوبة بالإيبولا، معنية بزيارة الجوار المنكوب بفعل السيول وأحوال الطقس السيئة، أو ارسال أحد الوزراء للإطلاع علي الوضعية الكارثية، وتقديم مساعدة رمزية للأطفال والنساء المشردين حاليا في صحراء قاحلة، تلفحهم وجوهمم رياح البرد القارس، وينتظرون ماتجود به أيادي الأشقاء العرب والأفارقة لمواجهة نتائج الكارثة الإنسانية الخطيرة.
إن التاريخ لن يرحم الشعب الموريتاني وحكومته اذا قضي أطفال الصحراويين جوعا بفعل الكارثة الحالية، ومخازن الأغذية مغلقة والأفواه صامتة، والنخبة محايدة، والحكومة عاجزة أو غافلة عن تقديم مساعدة انسانية لمن هم أهل لها واليها محتاجون!.
زهرة شنقيط / 26-10-2015