الرئيس الصحراوي: زيارة محمد السادس استفزازية وغير أخلاقية

قال الرئيس الصحراوي محمد عبد العزيز إن الزيارة التي ينوي ملك المغرب القيام بها إلى الصحراء الغربية هي خطوة استفزازية و منتهكة للشرعية الدولية، وطالب الأمم المتحدة بالتدخل لمنع الزيارة.

وقال الرئيس الصحراوي في رسالة مطولة للأمم المتحدة حصلت عليها زهرة شنقيط إن ملك المغرب بهذا التصرف إنما يذكر العالم بأن وجود المغرب اليوم في الصحراء الغربية هو وجود قوة احتلال عسكري لا شرعي، لا يملك لا السيادة ولا حتى حق الإدارة التي تعود، بمقتضى قرارات الأمم المتحدة، إلى القوة الاستعمارية الإسبانية.

 

وهذا نص الرسالة :

السيد بان كي مون
الأمين العام للأمم المتحدة
السيد الأمين العام،

منذ أكثر من شهر، حيث تم الحديث عن زيارة مرتقبة لملك المغرب إلى الأراضي المحتلة من الصحراء الغربية، بدأت سلطات الاحتلال المغربي، وبوجود الأمم المتحدة في عين المكان، سلسلة من الإجراءات الخاصة. فقد كثفت من الحصار الخانق على المواطنين الصحراويين، وشددت عمليات الملاحقة والقمع والتنكيل، حتى ضد المعتقلين داخل السجون، وفرضت الرقابة البوليسية الدقيقة على الأشخاص والمباني والأحياء الصحراوية، في وقت تشن فيه حرباً دعائية نفسية شرسة ضدهم، في محاولة همجية عبثية، لفرض الترويع والتركيع والخنوع والاستسلام.

إن هذه الزيارة مرفوضة من طرف الشعب الصحراوي وممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو، فهي عمل استفزازي، غير قانوني وغير أخلاقي، ينتهك الشرعية الدولية.

فالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة واضحة بهذا الخصوص؛ الصحراء الغربية ليست أرضاً مغربية، والنزاع بين الطرفين، جبهة البوليساريو والمملكة المغربية، مرده إلى عدم الحسم في مسألة السيادة التي تعود حصرياً للشعب الصحراوي، وهو وحده المخول للتصرف فيها، من خلال ممارسة حقه في تقرير المصير والاستقلال.

ملك المغرب، بفعلته هذه، إنما يذكر العالم بأن المملكة المغربية، وفي موقف مخالف لميثاق وقرارات الأمم المتحدة، وقرار محكمة العدل الدولية، قامت باجتياح الصحراء الغربية عسكرياً يوم 31 أكتوبر 1975، لتعيث تقتيلاً وتدميراً وفسادا.

هذا التصرف إنما يذكر العالم بأن وجود المغرب اليوم في الصحراء الغربية هو وجود قوة احتلال عسكري لا شرعي، لا يملك لا السيادة ولا حتى حق الإدارة التي تعود، بمقتضى قرارات الأمم المتحدة، إلى القوة الاستعمارية الإسبانية.

السيد الأمين العام،

ملك المغرب بهذه الزيارة إنما يتوج سلسلة طويلة من مظاهر التعنت والتحدي والاستهتار بالمجتمع الدولي، ويضرب في الصميم مصداقية وهيبة الأمم المتحدة، التي يسعى إلى تحويلها إلى مجرد أداة لحماية وتشريع الاحتلال.
فالطرف المغربي هو الذي تنصل من خطة التسوية الأممية التي وقع عليها مع الطرف الصحراوي، وصادق عليها مجلس الأمن الدولي سنة 1991، والقاضية بتنظيم استفتاء لتقرير مصير الشعب الصحراوي، وتشكيل بعثة المينورسو، المقيمة في الصحراء الغربية للقيام بهذه المهمة.

والطرف المغربي هو الذي يرفض الامتثال لمقتضيات القانون الدولي بخصوص الثروات الطبيعية للصحراء الغربية المحتلة، حيث يواصل عمليات النهب المكثف لثروات الشعب الصحراوي.

والطرف المغربي، بشهادة آلاف التقارير المفصلة، بما فيها تقارير للأمم المتحدة، لا يتوقف عن انتهاك القانون الدولي الإنساني، بارتكاب أفظع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في حق المدنيين الصحراويين العزل، وتعريضهم لشتى صنوف الترهيب والتعذيب والاختطاف والاعتقال، وتقديمهم لمحاكم الاحتلال، بما فيها العسكرية، لتحكم عليهم بأقسى الأحكام الجائرة، كما هي حالة معتقلي اقديم إيزيك.

والطرف المغربي هو الذي يمنع المراقبين الدوليين المستقلين من دخول الأراضي المحتلة ويعرضهم للملاحقة والطرد، ويحول دون تولي بعثة المينورسو مراقبة حقوق الإنسان في الصحراء الغربية، على غرار بعثات الأمم المتحدة في العالم.

والطرف المغربي هو الذي يقيم أطول جدار فاصل على وجه الأرض، يقسم الصحراء الغربية، أرضاَ وشعباً، بجحافل الجنود وترسانة هائلة من العتاد والأسلاك الشائكة والأحزمة الرملية وملايين الألغام، بما فيها المضادة للأفراد، المحرمة دولياً، والتي لا تتوقف عن إزهاق أرواح الأبرياء.

والطرف المغربي هو الذي يرفض إجراء مفاوضات جادة ويعرقل جهودكم لحل النزاع، ويتعامل مع مبعوثكم الشخصي، السيد كريستوفر روس، بأسلوب يمزج بين المماطلة والمراوغة والاستخفاف، ويرفض تطبيق مقتضى رسالة مساعدكم، المستشار القانوني للأمم المتحدة، السيد ميغيل دي سيربا سواريس، حول واجبات طرفي النزاع تجاه أفراد بعثة المينورسو.
السيد الأمين العام،

ها هو ملك المغرب اليوم يتوج مظاهر التعنت والاستهتار ويدشن، على وقع القمع والحصار، احتفالات مخلدة لذكرى انتهاك المملكة المغربية للقانون والشرعية الدولية واحتلالها للصحراء الغربية، في غزو إجرامي بشع، لا تزال المقابر الجماعية إلى اليوم تشهد على فظاعته وشروعه في عملية إبادة جماعية.

وإن التاريخ يضعكم أمام مسؤولياتكم ويجعل الأمم المتحدة مطالبة بالتحرك العاجل والحازم، لأن مثل هذه السلوكات الاستفزازية تضع مصداقية الأمم المتحدة على المحك، كونها المسؤول عن الصحراء الغربية حتى تتم تصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا.

إننا ننتظر منكم اتخاذ كافة الإجراءات المناسبة، بما فيها الإخطار الفوري لأعضاء مجلس الأمن الدولي، للتدخل والحيلولة دون القيام بهذه الزيارة التي تشكل خطوة تصعيدية خطيرة، تتنكر للقانون الدولي وترفع من وتيرة التوتر في منطقة وظروف في غاية الحساسية.

أرجو أن تتفضلوا بنقل محتوى هذه الرسالة إلى أعضاء مجلس الأمن الموقرين.

و تقبلوا، السيد الأمين العام، أسمى آيات التقدير والاحترام

محمد عبد العزيز،

الأمين العام لجبهة البوليساريو" (واص)