هل يسلم الرئيس نساء "تيرس زمور" للفراغ الإداري؟

شكل خروج النساء في مسيرة راجلة من "بير أم آكرين" إلي مدينة "ازويرات" عاصمة الولاية تحولا كبيرا في الوعي المطلبي لسكان الداخل، وفشلا ذريعا للسلطات الإدارية والأمنية بالولاية العاجزة عن احتواء أزمة صغيرة، أو ابلاغ الجهات التنفيذية بنواكشوط بواقع المقاطعة السيئ في الوقت المناسب من أجل التحرك باتجاهه، وسط غياب شبه تام لوالي الولاية اسلمو ولد سيدي عن مجريات العمل التنفيذي بالولاية.

 

ففي الوقت الذي كانت فيه قوات الحرس تستعرض قوتها في العمال الغاضبين من جحيم الأزمة المالية ، كان التهميش يفعل فعلته في أحياء الضواحي بمقاطعة "بير أم آكرين" وكلها ضواحي، بعد أن أذكت سلع المفوضية المحدودة غضب المحرومين ظلما منها، واغلقت السلطات الإدارية الأمل في وجوه المعتصمات أمام المقار الإدارية بالمنطقة، بعد أن ابلغهم الحاكم بأنه جديد بالمرة علي المقاطعة، وأن القرار في النهاية بيد الوالي.

 

ضحايا الحرمان قررن السير علي الأقدام لمسيرة تتجاوز 300 كلم، غير مباليات بجحيم الصحراء، وبردها القارس، ومخاطر منطقة تمر منها وحدات الجيش والحذر يتقدمها بفعل شبكات الجريمة والتهريب، فكيف بحفنة من النساء المتعبات؟ .. إنه الانتحار الجماعي بدعم وتوجيه من ممثلي السلطة المفترضين..!.

 

يمر الرئيس بمرحلة حرجة بفعل الوضع المالي المتأزم داخل البلد، والتحضير لعيد الاستقلال، والحوار المتعثر مع الشركاء، لكن تركه لنساء "تيرس زمور" وهن يواجهن العطش والبرد والجوع في أدغال الصحراء، يعتبر وصمة عار لن ينساها التاريخ له.

 

لقد بات من الواضح أن والي الولاية أكثر من عاجز، فحراك عمال الشركة الوطنية للصناعة والمناجم الذي كان وأده مبرر وجوده مستمر، والعنف في الولاية متصاعد، وأزمة "أفديرك" كادت تودي بالمقاطعة في أتون حرب قبلية، ونساء "بير أم آكرين" يستصرخن بقايا الشهامة في نفوس الممسكين بزمام البلد، بينما يكتفي الوالي بالإطلالة كل أسبوعين عبر تقارير الوكالة أو التلفزة أو الإذاعة الجهوية دون كبير تأثير.

 

قد يكون الوالي بدوره مسلوب الإرادة والحرية في ظل نظام يوصف بالمركزية، لكن كيف سيتعامل الرئيس مع مطالب النساء.. سؤال تعتبر الإجابة عليه أكثر من كاشفة لمستوي التفكير الذي يدير به الرجل مظاهر التأزيم بالبلد.

 

لقد تدخلت المفوضية من أجل تخفيف آلام الناس، وتحركت من أجل احتواء الغضب المتزايد، لكن ضعف التخطيط وسوء الطالع، حولها الأمر إلي أبرز مظهر من مظاهر التوتر الحالية، وحول مساعدتها إلي مصدر احتقار للدولة وإرادتها في فرض العدالة والمساواة بين كل أبناء الشعب.

 

زهرة شنقيط - نواكشوط

--------

مواد ذات صلة بالتقرير :

شكوي للرئيس (فيديو)

مسيرة احتجاجية راجلة من بير أم آكرين (*خاص)

برلمانى يدعم سكان "بير أم آكرين" بحصص غذائية وأغطية

فقراء تيرس زمور يحاصرون الأمن الغذائي والدرك يقمع المحتجين (صور)

زهرة تنشر فيديو يكشف أجواء التوتر الحالي بتيرس زمور (خاص)