هل يعتقد بعض الوزراء أن الرئيس مغفل؟

تحتاج وزارة البيئة إلي تطهير .. لكن هل الرئيس قادر علي فعل ذلك ؟

اظهر تلاعب وزير البيئة والتنمية المستديمة بموريتانيا مادي كمرا بالحملة الوطنية للخطوط الواقية من الحرائق حجم التصور الذي يمتلكه الوزراء عن الرئيس محمد ولد عبد العزيز، حيث يكتفون ببيانات وزارية محكمة من الناحية الإخراجية، ويعبثون بالعمل التنفيذي في ظل متابعة هشة وضعيفة، وغياب تام للمحاسبة منذ مارس 2013.

 

آخر المسرحيات كانت مباشرة الوزير ذاته لتدشين الحملة الوطنية للوقاية من الحرائق من المنطقة التي التهمتها النيران بالحوض الغربي.

 

فبعد عشرة أيام فقط من المسرحية الهزيلة، أتت ألسنة اللهب علي حوالي 400 كلم مربع من المراعي الجميلة، وسط غياب تام للحماية المدنية، ولرجال الحماية الطبيعية المغيبين منذ عقود عن الفعل الميداني بفعل ضعف الجاهزية وغياب الوسائل المطلوبة اللوجستية لمواجهة المخاطر.

 

الجميع الآن يدرك فوضوية الحملة، ولكن الجميع يدرك أن الرئيس عاجز عن التغيير الذي وعد السكان به في بداية مأموريته الأولي، وأن مسرحيات الوزراء مستمرة مهما كانت الأخطاء المرتبكة والخطايا المرصودة. إن بعض القائم علي الشأن العام بموريتانيا يعاملون الرئيس وكأنه مغفل أو جاهل بما يجري علي الأرض.؟ أو مجبول علي تقديس العاملين معه حد الشراكة في الانهيار الملاحظ!.

 

لقد خسر الحوض الغربي يوم أمس بعض مراعيه الجميلة في سنة كانت الآمال فيها معقودة بما انبتته الأرض، بعد أن باتت كل مظاهر الأزمة المالية في البلد تشي بأن النظام غير قادر علي مد الريف وأهله ببعض وسائل البقاء نهاية السنة، وأن التجارب الماضية قد لاتتكرر فميزانية الدولة كلها ضرائب، والاستثمار فيها موجه كل التوجيه، والديون تلاحق المتبقي بعد رواتب الشغيلة.