الفيفا يكتب : بسام موريتانيا بين الخيال والواقع (بورتريه)

"ينطلق بسام بالكرة من منتصف الملعب ويراوغ الأول والثاني والثالث والرابع ويدخل منطقة الجزاء ويسدد كرة ساقطة من فوق الحارس...وهدف!" قد تعيد هذه الكلمات ذكريات الطفولة لكل من عاصر الرسوم المتحركة الشهيرة "كابتن ماجد" مع نهاية القرن الماضي والتي انطبعت في أذهان محبي كرة القدم اليافعين في ذلك الوقت.

 

ولكن هذا الوصف ينطبق تماماً على لاعب منتخب موريتانيا مولاي أحمد خليل المشهور بلقب "بسام" تيمناً بخصم كابتن ماجد الشهير في الرسوم المتحركة، والذي سجل هدفاً مميزاً في مرمى منتخب جنوب أفريقيا ضمن تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2017 حيث قاد المهاجم ذو السابعة والعشرين من العمر منتخب بلاده إلى انتصار تاريخي بنتيجة 3-1 على الملعب الأوليمبي في نواكشوط.

 

ولدى استفسار موقع FIFA.com عن سبب حصوله على هذا اللقب ضحك اللاعب الذي يحمل رقم 11 قائلاً "كنت أتابع هذه الرسوم المتحركة عندما كنت صغيراً وعندما كنت ألعب مع الأصدقاء كانوا يلقبوني ’بسام‘ لأنني كنت أحب هذه الشخصية الكارتونية وكنت أقلده في كل شيء بما في ذلك طريقة لفّه لأكمام القميص الخاص به."

 

وأضاف "لم أكن أعتقد يوماً ما بأنني سأصبح لاعب محترف لأنني كنت أتخذ كرة القدم كهواية ولم أطمح يوماً ما إلى أن أصل إلى هذا المستوى أبداً."

 

لا شك بأن مشاهدة مولاي أحمد لكابتن ماجد ومثله الأعلى بسام والأهداف الإعجازية التي كانا يسجلاها، دفع ابن مدينة الزويرات إلى اتخاذ قرار في الدقيقة 85 من عمر مباراة جنوب أفريقيا لينطلق بسرعة ويراوغ أربعة لاعبين قبل أن يضع الكرة من فوق حارس المرمى الجنوب أفريقي الخبير إيتوميلينج كوني لتنفجر مدرجات الملعب الأوليمبي ابتهاجاً بحسم الفوز بنتيجة 3-1 على أحد أقوى منتخبات القارة الأفريقية.

 

وشرح بسام هدفه المميز قائلاً "لقد الهدف كان مميز وشخصياً أفتخر بتسجيلي لهذا الهدف ولا أعرف كيفية وصف شعوري. لم يكن هدفاً سهلاً لأنه يجب أن يكون لديك ثقة كبيرة من أجل تسجيل هكذا نوع من الأهداف. كانت النتيجة تشير إلى 2-1 وكان لدي الثقة بأنني أستطيع الذهاب والتقدم نحو المرمى وتسجيل الهدف."

 

مخالفة التوقعات مجدداً

كان لفوز منتخب موريتانيا على جنوب أفريقيا أهمية كبيرة حيث نجح "المرابطون" في تحقيق انتصارهم الأول في المجموعة التي تضم أيضاً المنتخب الكاميروني العريق وجامبيا كما ساهم الفوز في ارتقاء موريتانيا إلى المركز 89 في التصنيف العالمي FIFA/Coca-Cola وهو أفضل مركز تحققه هذه الدولة الواقعة في غرب القارة الأفريقية منذ عام 1996.

 

وقد تواصلت النتائج الإيجابية التي حققها منتخب موريتانيا بعدما تخطى منتخب جنوب السودان في الدور الأول من التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم روسيا 2018 FIFA بفوزه بنتيجة 5-1 في مجموع المباراتين وقد ساهم بسام في هذا الإنتصار بتسجيله لهدف التقدم في مباراة الإياب التي أقيمت في نواكشوط والتي انتهت بفوز أصحاب الأرض برباعية نظيفة.

 

وأوضح بسام أهمية الفوز على جنوب السودان قبل مواجهة منتخب تونس في الدور الثاني من التصفيات معترفاً في نفس الوقت أن الترشيحات تصب لمصلحة نسور قرطاج حيث قال اللاعب الذي بدأ مشواره مع نادي الجمعية الثقافية و الرياضية للكصر‎ "كان من المهم تحقيق نتيجة جيدة أمام جنوب السودان ولقد كنا عازمين على الفوز. الإنتصار الكبير سيعطينا دافع من أجل نلعب المباراة القادمة أمام منتخب تونس القوي والذي يجب أن نكون مستعدين لمواجهته."

 

وأضاف "حسب الإحصائيات منتخب تونس هو المرشح للفوز (تواجه المنتخبان ست مرات سابقاً ولم يفز منتخب موريتانيا في أي مباراة). ولكن في النهاية كرة القدم لا تعترف إلا بالمجهود على أرض الملعب وسنحاول أن نحقق نتيجة جيدة في نواكشوط وبعد ذلك نقدم أداء جيد في المباراة التالية في تونس."

 

وعلى الرغم من صعوبة المواجهة إلا أن بسام وفريق المدرب الفرنسي كورينتين مارتينز سيطمحون لمخالفة التوقعات مرة أخرى وقد اعتبر المهاجم الذي يبلغ طوله 180 سم بأن الأداء الذي قدّمه الفريق أمام الكاميرون وجنوب أفريقيا سيعطيهم دافع كبير بمواجهة منتخب قوي آخر هو المنتخب التونسي.

 

وكشف قائلاً "بالتأكيد الفوز على جنوب أفريقيا والأداء الذي قدمناه سيعطينا دافع كبير. لعبنا ضد الكاميرون وجنوب أفريقيا وهذه منتخبات كبيرة وسيعطينا الأداء الذي قدمناه دافع كبير وخبرة لمواجهة الفرق الكبيرة. تصفيات كأس العالم تصفيات مهمة وإن شاء الله ننجح في تخطي تونس للوصول إلى المرحلة التالية في تصفيات كأس العالم."

 

وختم بسام المقابلة مستذكراً مثله الأعلى قائلاً "حقق كل من كابتن ماجد وبسام الحلم في اللعب بكأس العالم وأتمنى أن أستطيع أن أحقق هذا الحلم باللعب يوماً ما في النهائيات أيضاً."