تتجه الأنظار هذه الأيام صوب العاصمة الاقتصادية نواذيبو، حيث تنوي القوات المسلحة الموريتانية تقديم أكبر عرض عسكرى فى تاريخها على مرمي حجر من المنطقة الملتهبة حاليا بفعل الخلاف بين دول الجوار الثلاثة حول مستقبل الصحراء الغربية وساكنيها.
ورغم الموقف الحيادى الذى تبنته الحكومة الموريتانية منذ فترة، والحديث الرسمى المتصاعد عن تأمين الحدود وجاهزية قوى الأمن، إلا أن حشدا بهذا الحجم، واستعراضا بهذا القدر فى منطقة جغرافية حساسة يتطلب أكثر من اجراء لتأمين المشاركين فى الاستعراض العسكرى من الجنود العزل، والحشد المتوقع من المدنيين بالمنطقة المخصصة لاحتفالات الذكرى الخامسة والخمسين لعيد الاستقلال.
ورغم أن السلطة بدأت فى تشديد القبضة الأمنية على الولاية وضواحيها، إلا أن اغلاق الحدود الشمالية للبلاد يظل أمرا أكثر من لازم، فترك المنطقة الحدودية مع الصحراء (قبالة نواذيبو) مفتوحا يشكل تهديدا جديا لسلامة الاجراءات المتبعة، خصوصا وأن العلاقات المغربية الموريتانية ينقصها الكثير من الفاعلية والتواصل المفقود منذ الغاء الملك محمد السادس زيارته التى كانت مقررة لموريتانيا 2009 ضمن حسابات اقليمية تبدو أكثر من غامضة، وان كانت ملامحها تبدو واضحة للعيان.
إن الحكومة الموريتانية مطالبة الآن بوقف حركة المسافرين عبر الطرق البرية، وترك المجال الجوى لأصحاب الحاجة من المرضى والتجار والطلاب فى انتظار انجلاء الموقف، وتجاوز العرض العسكرى، تأمينا للمشاركين فى أكبر حشد تشهده نواذيبو منذ استقلال البلاد.
زهرة شنقيط