إلى المهاجم بسام .. هل سيذكرك التاريخ أمام نسور قرطاج؟

لحظة لاتقدر بثمن تلك التى حمل فيها المهاجم الموريتانى الشاب منتخب بلاده (المرابطون) إلى جنوب افريقيا 2014 حينما أذل تشكلة السينغاليين على أرضه وجمهوره، وهو المستبعد من كل التصفيات بفعل ظلم العجوز الفرنسى البائس الذي أدار الكرة الموريتانية لسنتين.

 

كانت أنظار الجماهير شاخصة تبحث عن منقذ، وكانت حسابات المنتخب تتعقد كلما تحركت ماكينة الهجوم السينغالى إلى مرمى المتألق دوما سليمان جلو، لقد كانت الجماهير الموريتانية تختنق أو تكاد، بفعل الهدف الذى سجله الخصم على أرضه، والقوة البدنية التى يتمتع بها، والدعم الذى يحظى بها من الآلاف المقيمين على أرضنا، وبعض أبناء البلد الذين كانوا يشككون فى امكانية تحقيق انتصار ولو يتيم.

 

فجأة أطل الصغير المرهق بفعل ضغط الجماهير، وبدت الصورة أكثر من رائعة فى المدرجات، لقد أحس الجمهور أن ظله على الأرض تحرك، وأن اللمسات الاحترافية للشاب الموهوب – رغم ضعفه وصغر سنه- قد تجلب له الهدف الذى تمناه، وهو ماكان بالفعل.

 

لقد تعثر بسام عند دخوله، لكن اصراره على كتابة التاريخ كان أقوى من الخصم الذى يقارع، وكانت لمسته الساحرة للكرة – رغم بساطتها- خير من ألف ضربة قوية ينفذها جاهل بتفاصيل المشهد على الأرض، لقد كانت البداية .. لكن من يريدها أن تكون النهاية ؟ ..

 

صدقني يابسام .. لا أحد ...  لا أحد ..

 

لقد اظهر الصغير المزعج أنه بالفعل رجل المهام الصعبة، وكان هدفه الرائع أمام جنوب افريقيا جميلا فى شكله، ملائما فى توقيته، مصدر اطمئنان وسكينة للجماهير التى عشقته، والطاقم الذى راهن عليه...

 

اليوم يقف بسام ، وهو العائد للتو من الدورى الجزائري أمام الآلاف بالعاصمة نواكشوط لكتب سطرا آخر، الكل مجمع على أنه أحد مفاتيح اللعب، وأن تونس بمحترفيها ومحلييها، لن تقف أمام حلم شعب يعشق الكرة، ويتطلع لكتابة التاريخ من جديد ، ولو على حساب الأشقاء .. فهل يكون "بسام" هو عنوان المرحلة من جديد؟

 

نتمنى بصدق أن يكون كذلك .. وأن يسجل التاريخ لابن لكصر الثائر أنه ساهم فى اذلال نسور قرطاج وانتصر لوطنه فى مسار شائك ومعقد.

سيد أحمد ولد باب / متابع للشأن الرياضى بموريتانيا

ouldbaba2007@gmail.com