اعلن وزير الخارجية حمادى ولد أميمو مساء اليوم الجمعة 13-11-2015 أول تعديل دبلوماسى فى القطاع الذى يديره منذ اختياره وزيرا للخارجية خلفا للوزيرة فاطم فال بنت أصوينع.
وقد خلى التعديل من أي رسائل سياسية مهمة أو اشارة فعلية إلى وجود تحول جذرى فى الدبلوماسية الموريتانية، رغم أنه حمل رسائل محلية بعضها له علاقة بالقرب من دوائر القرار السياسى والبعض له علاقة بتوازنات محلية محضة.
ولعل أبرز الرسائل التى يمكن التقاطها من التعديل هي :
(1) - ابعاد عيش بنت أمحيحم من مفوضية الأمن الغذائي بعد اتهامها بالتقصير خلال التحضير لمؤتمر جنيف، واضطرار الحكومة للاستعانة بوزير العدل وأحد مستشارى الوزير الأول لتدبير الملف الذي عرض أمام الاستعراض الدورى الشامل خلال الأيام الماضية.
(2)- ترقية نجل الرئيس الأول لموريتانيا المختار ولد داداه من سفير بالعاصمة ابروكسل، إلى سفير بواشنطن مركز القرار السياسى، وهو موقف قد تكون له تداعيات على استمرار ابن عمه الوزير الحالى فى منصبه، خصوصا وأن سمعة القطاع التى يدير تعرضت سمعته للكثير من التشويش خلال الفترة الأخيرة.
(3) - اعادة الثقة فى السفير الموريتانى السابق سيد أحمد البكاى ولد سيدي بيه الذى عزل من منصبه كسفير فى الدوحة، اثر وشاية من أحد النافذين فى هرم السلطة ساعتها، وقد تم تكليفه بانشاء سفارة جديدة فى "أنغولا" وهو منصب بالغ الأهمية، كما أنه يشير إلى مستوى الثقة التى يتمتع بها الرجل لدى الرئيس محمد ولد عبد العزيز.
(4) - تكريم السفير عبد الله ولد الكبد الذى بات أحد المقربين جدا من الدائرة الاجتماعية الحاكمة، فبعد تكليفه بالنيجر والبرازيل، تمت ترقيته اليوم ليكون سفير البلد المعتمد فى أربع دول ومنظمة من خلال انتبادبه للسفارة الموريتانية فى بلجيكا أبرز سفارة يعتمد عليها صانع القرار السياسى فى البلد.
(5)- تقريب ولد الننى وابعاد ولد آبي، وهى رسالة لاتكتسى أي طابع سياسى بل تكشف مستوى ترتيب السفراء لدى الدائرة الممسكة بزمام الأمور، حيث تم تكليف السفير السابق فى النيجر بالسفارة الموريتانية فى دكار، وهى سفارة ذات قيمة سياسية ومالية أهم، مع ابعاد السفير محمد الأمين ولد آبى إلى النجير بعد أن تراجعت علاقته بالرئيس ومقربيه.
(6)- اخراج "عباس" من الخارجية للسفارة الموريتانية فى "أديس بابا" وهو تطور فى عقلية النظام الحاكم بموريتانيا، الذى أرسل أكثر من اشارة عن رفع الحظر على تعيين الزنوج كسفراء فى بلدان افريقية، أو كإداريين فى مناطق الضفة.
(7) - ترقية السفير الموريتانى السابق فى فرنسا من خلال تسليمه سفارة أقل ضغطا وأكثر فائدة من الناحية المالية، وهى السفارة الموريتانية بالبرازيل التى كان السفير عبد الله ولد الكبد يتولى تسييرها قبل تعيينه فى ابروكسل.