شكلت التفجيرات التى هزت العاصمة الفرنسية باريس صدمة داخل الرأى العام العالمى، بحكم أنها الأقوى والأعنف فى تاريخ فرنسا المعاصر، ولكون ضحاياها من المدنيين العزل، وسط موجة استنكار واسعة فى مجمل الدول العربية والغربية.
حيث سارع المغرب والجزائر وتونس والكويت وقطر والسعودية والإمارات ومصر إلى اصدار بيانات مساندة للشعب الفرنسى فى محنته، واصدر عدد من زعماء العالم تصريحات مشابهة، لكن الموقف الموريتانى ظل غائبا طيلة الساعات الأليمة الماضية، بفعل العجز الإعلامى الذي اتسمت به الحكومة والقصر.
لقد بدت موريتانيا غائبة عن المسرح الدولى فى مجمل الأحداث العالمية المهمة بفعل فشل متحدثيها الإعلاميين، وبدت بصمتها فى بعض الأوقات وكأنها ترسل رسائل دبلوماسية، لكن مجمل العارفين بها يدركون أن الأمر عائد للغياب الذهنى لأبرز المكلفين بالتعبير عن موقف البلد، ولفقدان روح المبادرة والحيوية المطلوبة فى المتحدثين الإعلاميين والوزراء المكلفين بالإعلام فى مجمل الدول.
إن زلزال باريس يتطلب أكثر من موقف بحكم انعكاساته المباشرة على ملايين المسلمين فى أنحاء العالم، كما أنه فرصة لتذكير باريس بأن الإرهاب يضرب فى كل مكان بغض النظر عن قوة الدولة أو ضعفها، وأن الظلم الذى مارسته على موريتانيا خلال السنوات السبعة الأخيرة من خلال تصنيفها كدولة تشكل تهديدا جديا لأمن السياح اتضح أنه فى غير محله، بعد أن باتت مسارح باريس وملاهيها غير آمنة، وباتت الدولة الفرنسة عاجزة عن توفير الأمن لمباراة بالغة الأهمية فى مشوارها الأوربي نحو روسيا 2018.
إن الجميع يدرك مدى انكشاف الحكومة الموريتانية وعجز الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن تحديث منظومته الإعلامية المترهلة، لكن الجميع يدرك كذلك أن التعامل السيئ مع مثل هذه الحوادث يفقد البلد مكانته ويجعله ضمن خانة المتهمين دوما بالإرهاب والضعف، مغيبا عن الساحة الدولية، ومترددا فى اتخاذ مواقف معروفة سلفا لكل السياسيين والإعلاميين .. إنن الجميع يدرك ببساطة أننا ندار من حكومة خرساء تؤكد عجزها المطلق كل يوم !.