أزمات خانقة تعكر الذكرى الخامسة والخمسين لعيد الاستقلال (صور)

بعد 55 سنة ماتزال عاصمة الأوساخ عاجزة عن التكيف مع العالم من حولنا

لاتزال أحياء واسعة من العاصمة نواكشوط تخضع للحصار المحكم فى ظل احتفالات البلاد بذكرى الاستقلال الخامسة والخمسين، حيث ينعدم الماء والكهرباء، ويعيش مجمل قاطنيها تحت خطر الفقر بكثير.

 

ففى أحياء عرفات والرياض وتوجنين يعيش السكان منذ أشهر تحت رحمة الظلام الدامس كل ليلة، بعد أن تكيفوا مع انقطاع الكهرباء الدائم فى النهار، كما انضافت أزمة المياه إلى أخواتها، فقد بات حلم سكان العاصمة الحصول على برميل مياه لمواجهة النقص الخطير فى الماء.

 

وقد ارتفع سعر البرميل فى بعض الأحياء إلى 2000 أوقية، بينما عجزت أحياء أخرى عن الحصول على عربة مستعدة لبيع المياه فيها ، بفعل كثرة الطلب وقلة العرض، وغياب أي جهة حكومية معنية بتدبير أمور الناس اليومية فى ظل الأزمة الخانقة التى تمر بها البلاد.

 

وينتظر السكان فى بعض الأوقات إلى الساعة الحادية عشر ليلا من أجل عودة الكهرباء، قبل أن تغادر المنازل فى حدود الساعة التاسعة فى ظل تسيير مخجل للمرفق الحيوي، وغياب أي أفق للحل، رغم وعود الرئيس وأعضاء الحكومة وبرامج التلفزيون الرسمي.

 

وقد اضطر بعض أرباب الأسر إلى التنقل مسافات بعيدة من أجل جلب المياه عبر السيارات أو على ظهر الحمير بتكلفة عالية، بينما جلبها آخرون حملا على الأعناق من عدة كيلومترات، دون أن تتكلف الجهة المكلفة بتزويد العاصمة نواكشوط بالمياه بالاعتذار لضحاياها أو شرح أسباب الأزمة أو اتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة الوضعية الخطرة التى حولت حياة الناس إلى جحيم.

 

ومع أزمات المياه والكهرباء تطل أزمة الأمن من جديد، حيث تنش ط عصابات اجرامية فى عدد من أحياء الضواحى، وتنتقى ضحاياها بدقة، مستفيدة من غياب الأمن عن ثلاثة أرباع العاصمة نواكشوط، وتركيز الموجود منه فى نواكشوط الغربية وقت زحمة المرور من أجل تكدير صفو الباحثين عن لقمة عيش أو عرقلة سير موظف تعيس حملته الأقدار  إلى قلب العاصمة لأداء الواجب، والقيام بأعمال ادارية روتينية علها تجلب له قوت عياله أو تساهم فى تخفيف الضغط الذى يشعر به جراء غياب الخدمات الضرورية كافة.

حلم الحصول على برميل مياه بات من أحلام النخبة فقط
البحث عن الماء بكل وسيلة هو شغل الأسر القاطنة فى العاصمة المنكوبة بسياسييها
من لم تسعفه الجهود لتأجير عربة أو سيارة مضطر لحمل الماء علي كتفيه فى نواكشوط