في شهر نوفمبر من كل عام يستيقظ فينا الحلم الجميل بوطن أكثر ازدهارا وعدلا وأمنا، وطن يبادلنا حبا بحب، ويربت على أكتافنا ويتغاضى عن زلاتنا ويشعل قناديل الأمل في نفوسنا ويوزع الفرح على مواسمنا المجدبة المترعة بالكآبة...
في كل نوفمبر، رغم كل المآخذ والنواقص، نزداد إيمانا بأن "وطنا بنواقص وسلبيات" أحسن من "لاوطن" وأن جغرافيا وتاريخا يجمعنا، يجعلنا أحسن من كثيرين يطوحون في رحلة التيه والبحث العبثي عن ملجأ لا يأتي ولا يكون!!!!
*****************************
في نوفمبر من كل عام، يجب أن نعرف أن قدرنا أن نعيش معا لا فضل لـ"سيدي" على "بلال" ولا لـ "عائشه" على "بنتا"، ولا لـ أحمد على "ممادو"، قدرنا أن نعيد رسم ملامح العلاقات التي تجمعنا وأن نصحح الأخطاء والخطايا وأن نستعيد إيمانا، بدأ يخبو، بوطن لا نملك غيره ولا يملك غيرنا كمواطنين، وطن لن لا يكون إلا مانبينه ومانصنعه بأيدينا وعرقنا وكفاحنا وتراصنا ووحدتنا العصية على الاختراق..
******************************************
تشاء الأقدار أن تأتي الذكرى الخامسة والخمسون للاستقلال هذا العام، والوطن المبجل يمارس رقصة الانتظار على طبول تردد، مرهق وغريب، بين الإقدام خطوة أخرى على طريق التلاقي بين أطراف المشهد السياسي على كلمة سواء معناها ومبناها، أن مصالح كافة الأشخاص يجب أن تنسى عندما يتعلق الأمر بمصلحة وطن وشعب، تأتي الذكرى، وجرح الشرخ الاجتماعي، المصطنع، مازال مفتوحا، يذروا فيه العابثون بملحهم جبنا وكراهية، ويتغافل المصلحون والمخلصون عن ضرورة علاجه قبل أن يتسع الخرق على الراتق...!!!
*****************************************
نوفمبر، رغم كل الوجع، ورغم أخطاء الساسة وخطايا الأنظمة، يظل لحننا الذي يجب أن يطربنا جميعا، وخيطا من نور يجب أن ينتظم فيه الجميع، وعنوان تاريخ شكل بداية لكينونة وطن مازال قادرا، بإرادة أبناءه أن يكون شيئا، فلنتنادى جميعا للبناء، وليعلم الكل أن إصلاح الأخطاء في وطن موجود، أسهل مليون مرة من البحث ، لا قدر الله، عن وطن مفقود، ولنتذكر أن خلافنا مع طريقة عمل السلطة السياسية في البلد، يجب ألا يكون أبدا دافعا للحقد على البلد نفسه، فموريتانيا أكبر من الكل، وموريتانيا وطننا الذي يجب أن يظل دائما في ثنايا القلب حلما يكبر معنا...
أ،