كعكة الاستقلال تنعش الخلافات الإدارية بنواذيبو

شكلت الأموال المرصودة للاحتفالات المخلدة للذكرى الخامسة والخمسين لعيد الاستقلال بنواذيبو مصدر ازعاج لعدد من الإداريين وكبار الموظفين والوزراء السابقين ممن تضرروا من تصاعد نفوذ البعض، وتراجع الثقة لدى الرئيس الممسك من العاصمة بزمام الأمور.

 

وانتعشت خلال الفترة الأخيرة مساعى الإضرار بالبعض عبر التقارير المكتوبة أو التحريض داخل المجالس العامة والخاصة، ونشر الإشاعات المغرضة عبر بعض المعاونين، والدفع من أجل تأزيم الموقف قبل عيد الاستقلال نهاية الأسبوع الجارى.

وتسلمت الحكومة أكثر من تقرير عن أداء المنطقة الحرة والأجهزة الأمنية، وصور تتهم البعض بالتقصير، وأطلق آخرون سلسلة من الإشاعات الموجهة من أجل ارباك الموقف، واتهم وزراء سابقون وشخصيات بارزة فى وزارة الداخلية بالوقوف وراء الحملة التى استهدفت رئيس منطقة نواذيبو الحرة وقادة التشكيلات الأمنية والعسكرية المشاركة فى العرض.

 

وتقول مصادر زهرة شنقيط إن الرئيس تدخل أكثر من مرة خلال الأشهر الثلاثة الماضية من أجل استبيان الموقف، وإن الحكومة تسلمت عدة تقارير حول ضعف الأداء والتحضير، ولكنها باتت مصنفة بالكامل ضمن الصراع الدائر بين كبار الفاعلين فى المنطقة والإدارات الخارجة عن السيطرة بالولاية.

 

وتعيش الحكومة الموريتانية على وقع خلافات عميقة بين مجمل الكتل المتصارعة على النفوذ بموريتانيا، وظل الرئيس طيلة السنوات الثلاثة الأخيرة عاجزا عن وقف الخلاف أو تحييد الضالعين فيه.

وظهرت الخلافات الداخلية أول مرة بعد اصابة الرئيس بطلق نارى شمال العاصمة نواكشوط فى الثالث عشر من أكتوبر 2012، وتقديم البعض لرموز داخلية من أجل خلافة الرجل الذى توهموا رحيله خلال المرض.

واستعاد ولد عبد العزيز بعد عودته من باريس الكثير من العافية، لكنه لم يستعد هيبته كرئيس، ولم يستطع حسم الخلاف الدائر بين كبار معاونيه، وظلت خلافات الزمرة الحاكمة مصدر تعطيل للعديد من المشاريع التنموية بموريتانيا.

 

زهرة شنقيط/23/نوفمبر/2015