سقوط أبرز قلاع النظام بيد "الإهمال" يغضب الرئيس ومعاونيه

شكل بث الإذاعة الرسمية بموريتانيا ليلة البارحة بيانا مزورا باسم الحكومة فضيحة من العيار الثقيل، وتلاعبا خطيرا بمشاعر الآلاف من الموريتانيين، ممن تسابقوا إلى تهنئة أقاربهم بالتعيين.

كما أنه أعطى رسالة بالغة الخطورة عن وضع البلاد الأمنى الهش، فى ظل امكانية بث بيان يزعزع الثقة فى مؤسسات الدولة الموريتانية، ويربك الرأي العام دون أن يحتاج صاحبه إلى ركوب دبابة أو السيطرة بالقوة على مقاليد الحكم فى البلد.

 

لقد وفرت الأركان العامة للحرس الوطنى خلال السنوات الأخيرة فرقا عسكرية بالغة التدريب من أجل حماية الإذاعة من أي عدوان خارجى، كما وفرت الحكومة تحصين داخلى ألكترونى للإذاعة من أجل الحيلولة دون بث "بيان" لم تجزه الرئاسة ولم توقعه الحكومة، غير أن أحلام الرئيس والحكومة والحرس ضاعت بجرة قلم، بعد أن تسابق رموز الإذاعة للعاصمة الاقتصادية نواذيبو من أجل الاستفادة من كعكة الزيارة، واسلموا الإذاعة المركزية للإهمال.

 

المثير فى الأمر هو أن الخبر المكذوب، والبيان المزور لم يصدر أي تنديد به من النقابات الصحفية أو وزارة "النطق" باسم الحكومة، رغم الحملة الشرسة التى يواجه بها صغار العاملين فى المواقع لمجرد خطأ فى التقدير أو الاعتماد على مصدر غير ثقة.

 

لقد شكلت الحادثة الأخيرة رسالة بالغة الوضوح  مفادها أن اعلام الحكومة بشكل عام إعلام هش وغير قابل للحياة، فالوزير غائب أو مغيب، والوكالة مشغولة بصراع أباطرتها على النفوذ والتأثير، وإعلام القصر مجند للدفاع عن الرئيس عبد الفتاح السيسي والعقيد معمر القذافى ، بينما يسحل الرئيس كل صباح دون أن يثير الأمر انتباه كبار معاونيه.