خطاب ولد عبد العزيز فى جنوب افريقيا

بسم الله الرحمن الرحيم

صاحب الفخامة السيد جاكوب زوما رئيس جمهورية جنوب افريقيا،

صاحب الفخامة السيد جي شين بينغ رئيس جمهورية الصين الشعبية،

صاحب الفخامة السيد روبرت موغابي رئيس جمهورية زمبابوي رئيس الاتحاد الافريقي،اصحاب الفخامة السادة والسيدات رؤساء الدول والحكومات،

صاحبة المعالي الدكتورة دلاميني زوما رئيسة لجنة الاتحاد الافريقي،

ايها السادة والسيدات،

أود في البداية أن أتقدم بجزيل الشكر الى أخي صاحب الفخامة السيد جاكوب زوما ومن خلاله الى شعب وحكومة جنوب افريقيا الشقيقة على خفاوة الاستقبال وكرم الضيافة.

كما أتوجه بخالص الشكر الى صاحب الفخامة السيد جي شين بينغ رئيس قمتنا المشارك، ومن خلاله الى شعب وحكومة جمهورية الصين الشعبية، على الاهتمام المتزايد الذي توليه لافريقيا والذي يأتي هذا المنتدى تجسيدا له. فافريقيا والصين تتقدمان معا في اطار تعاون مثمر، يعود بالنفع على الشعبين الصديقين.

 

اصحاب الفخامة، ايها السادة والسيدات،

تنعقد قمة جوهانسبورغ، لمنتدى التعاون الصيني الافريقي، في ظروف بالغة الدقة، تفرض علينا البحث عن مقاربات اقتصادية أكثر نجاعة تمكننا من تطوير اقتصادياتنا وتعنيق شراكتنا المثمرة.

لقد اقامت افريقيا والصين منذ خمس عشرة سنة خلت، اطارا للتعاون، أصبح اليوم آلية فعالة بين الشريكين. فامكانات الفضاءين الافريقي والصيني، هائلة من حيث المواد الاولية، والمصادر البشرية والسوق الاستهلاكية.

فقد عرف مستوى التعاون بين الصين وافريقيا تحسنا متواصلا، فبلغ حجم التبادل التجاري بينهما، سنة 2015، ثلاثمائة مليار دولار امريكي، ولم يكن يتجاوز مائتين وعشرين مليار دولار امريكي سنة 2014، ويمكن تحسين مستوى التبادل نظرا للامكانات الهائلة التي يتيحها التكامل بين اقتصاديات الفضاءين، عن طريق اعتماد اجراءات تحفيزية لتشجيع التبادل التجاري والاستثمار، بين الصين وافريقيا خدمة لمصالحنا المشتركة.

 

اننا نتطلع الى ان يرتاد التعاون والتكامل بين الصين وافريقيا، الافاق الرحبة للاستثمارات المختلفة، وتطوير الصناعات ونقل التكنولوجيا.

فالصين تمتلك تجربة غنية ورائدة في مجال التصنيع يمكن لافريقيا الاستفادة منها، خاصة ان القارة الافريقية تمتلك مصادر هائلة من الطاقات المتجددة، سيشكل استغلالها اساسا قويا لتطوير الصناعات، كما تبنت افريقيا

برنامجا طموحا للتنمية المستدامة في أفق 2030، ومشاريع هامة في القطاعات الحيوية، سبيلا الى تحسين الظروف المعيشية للسكان، وتحقيق تنمية مستدامة في القارة.

 

اصحاب الفخامة، ايهاالسادة والسيدات،

يمثل الارهاب والتطرف ظاهرة كونية، عابرة للحدود، تهدد السلم والامن في العالم، وينبغي لمواجهتها تكاتف الجهود الدولية، وتعزيز التعاون الامني بين مختلف البلدان. فاستتباب الامن شرط ضروري لارساء أسس تنمية مستدامة.

في هذا الاطار، تنهض الصين بدور حاسم على المستوى الدولي، وتساهم بقسط كبير في استتباب الامن والاستقرار والازدهار في العالم. كما يتميز الاتحاد الافريقي بالدور الفعال الذي ينهض به في مجال الحد من النزاعات، والعمل على حل الازمات، والخلافات بالطرق السياسية والسلمية.

اصحاب الفخامة، ايها السادة والسيدات،

 

لقد احتفلنا في موريتانيا وجمهورية الصين الشعبية هذه السنة بمرور خمسين عاما على اقامة علاقات صداقة متينة، وتعاون مثمر ومتنوع، شمل كافة القطاعات الحيوية، ونتطلع الى استثمار هذه التجربة الغنية للاسهام بشكل اكبر في دفع الشراكة الصينية الافريقية الى الامام.

وفي الختام أثمن عاليا ما اعلنه صاحب الفخامة السيد جي شين بينغ في خطابه أمس من اطلاق عشرة مشاريع ستعزز التعاون بين الصين وافريقيا وتعطيه دفعة قوية.

وأجدد شكري لأخي صاحب الفخامة السيد جاكوب زوما ومن خلاله الى شعب وحكومة جنوب افريقيا الشقيقة ، متمنيا أن تتكلل أعمال قمتنا هذه بالنجاح والتوفيق.

عاش منتدى التعاون الصيني الافريقي.

 

اشكركم والسلام عليكم ورحمة الله