شكلت مسيرة المعارضة الموريتانية اليوم الجمعة 18 دجمبر 2015 أول عودة فعلية للشارع بعد خيبة الأمل التى عاشتها نهاية 2014 والانقسام الحاد الذي عانته نهاية 2013، وسط حالة من الفرح بين قادتها بعد حشد عشرات الآلاف بالعاصمة نواكشوط.
المسيرة انطلقت بعد صلاة العصر من الساحة الواقعة قبالة مسجد المغرب باتجاه دار الثقافة لأول مرة، وسط انتشار عدد من عناصر جهاز أمن الطرق، وحلقة أقرب من شبيبة تواصل، لتأمين المسيرة واحكام الطوق على قادتها خوفا من وقوع تدافع أو ازدحام، فى ظل الحشد الكبير.
وقد شارك فى المسيرة الآلاف من سكان العاصمة، وسط تنوع فى الحضور من حيث السن والفئات، وكان حضور الإسلاميين طاغيا على المشهد،وخصوصا فى الجانب المخصص للنساء.
وقد غابت أعلام الأحزاب المشكلة للمنتدى، وشعارات النقابات المركزية، واكتفى المشاركون بلافتات تطالب بفرض الأمن فى الشارع، وخفض الأسعار، وشعارات تندد بغياب الدولة وانتشار الفساد داخل الإدارة العمومية بموريتانيا.
وقد ظهر جليا عند المنصة مستوى الارتياح لدى النخبة المنظمة للمسيرة بفعل الحجم الجماهيري، وتبارى قادة الأحزاب والنقابات فى الإعراب عن مستوى العجاب بالحشد الذي تم فى أول نشاط تدعو له المعارضة بموريتانيا.
وقد انتهت المسيرة لأول مرة دون تدافع كبير، أو نشل مزعج للمشاركين فيها، كما لم تتضرر حركة المرور بالشوارع المحيطة بها، وحرص جهاز أمن الطرق على تسيير الطريق، من خلال فتحها للمسيرة وقت الحاجة، واغلاق الشوارع المؤدية إليها، مع فتح طرق بديلة للمتسوقين، والعابرين شرقا وغربا خوفا من حدوث أزمة نقل داخل المنطقة المركزية أو محيط مجمع الوزرات والبنوك.