قال القيادى اليسارى البارز المصطفى ولد بدر الدين إن أخطر مرض تواجه الحركات السياسية الساعية للتغيير، هو حماس الشباب الزائد والتطرف فى المواقف، والانبطاح غير المعقلن لبعض رموزها، وغياب تفكير هادئ يرسم معالم الخط الناظم للحركة ويضبط مسار العاملين فيها.
واعتبر ولد بدر الدين فى استعراضه لتجربة اليسار الموريتانى أمام حشد من شباب الإسلاميين بنواكشوط مساء الأثنين 4 يناير 2016 إن أخطر ماواجهوه ابان حكم الرئيس المختار ولد داداه هو الغرور الذى أصاب بعض الفاعلين فى الحركة لدرجة الدفع باتجاه حمل السلاح ضد الدولة، ومسارعة البعض الآخر لقبول النظام بكل أخطائه لمجرد قيامه منجز أو منجزين، وركوب موجة التأميم للتكسب، والدفع باتجاه رسم صورة مغايرة للنظام الذى ناضلوا من أجل اسقاطه وفضح أبرز مخططاته وتبعيته للاستعمار.
وقال ولد بدر الدين "لم يعد نظام المختار بالنسبة للطرف المنبطح رجعيا، ولم تعد مواقفه المنقادة للفرنسيين عمالة، ولم تعد قرارات الأحادية مرفوضة لهم، لقد كان الحوار مع النظام فى الفترة مابين 1973-1974 فرصة للبعض للخروج من استحقاقات المرحلة، ومتطلبات النضال، كما أن الطرف المتحمس للصدام كان ينقصه الوعى بالمحيط والآليات اللازمة للمواجهة مع نظام مدعوم من الغرب، ومتحالف مع قوى فاعلة فى المجتمع الموريتانى.
وأكد ولد بدر الدين أنه كان ضمن المجموعة التى وقعت بيان الانضمام لحزب الشعب الحاكم بعد اتفاق مع قادته حول مجموعة من الأمور أبرزها القيام بإصلاحات داخلية وتجنب التدخل فى ملف الصحراء الغربية، ولكن بعد أشهر فقط انخرط الرئيس فى حربه المعروفة، مما دفعه إلى الانسحاب من الحزب ومطالبة رفاقه بالخروج منه لخرقه نصوص الاتفاق، ولكن بعض رفاقه رفضوا الخروج على أساس أن الحرب مجرد نقطة من النقاط الكثيرة التى تم الاتفاق عليها، وهو ما أدى إلى انقسام المجموعة المحاورة.