فى تطور خطير بث تنظيم الدولة الإسلامية من أبرز معاقله بحلب شريطا هو الثانى خلال أسبوع يدعو فيه أنصاره إلى استهداف صناع القرار بدول المغرب العربى كافة، متهمة الحكومات القائمة عليها بالكفر، المنتمى منها للإخوان المسلمين والمناهض لهم على حد سواء.
الشريط الذى خصص للهجوم على العلماء المنتمين للحركات الإسلامية باعتبارهم الحاجز الذى يمنع الشباب من الإقتداء بالتنظيم، تخللته دعوة صريحة لاستهداف الوزراء والنواب والفاعلين فى دول المغرب العربى، ضمن استراتيجية جديدة يحاول من خلالها التنظيم تخفيف الضغط عن معاقله بالعراق والشام.
وظهر فى الشريط ثلاثة من أبرز مقاتلي التنظيم (أبوبكر المغربى وحنظلة المغربي ومقاتل آخر يعتقد أنه من تونس) وهم يدافعون عن أفكاره المتشددة، وينتقدون مناهضيه، متهمين الحكومات التى تنتمى للتيار الإسلامي الوسطى بأنها شريك للطاغوت وهدف مشروع لعمليات التنظيم بحكم تنكرها للمنهج الإسلامي.
ويلاحظ متابعو تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام أنه كثف خلال الفترة الأخيرة من رسائله الموجهة للحكام والشعوب فى المغرب العربى، وسط مخاوف من أن يكون التنظيم قد قرر التحول من معاقله بالشام إلى المنطقة المغاربية (ليبيا وأخواتها)، تحت تأثير الضغط العسكرى الغربى.
وقد كان أكثر الأشرطة صراحة فيديو بعنوان " بلاد المغرب الإسلامى .. ماردين الجديدة"، والذى حاول من خلاله التنظيم تبرير تحوله بخطورة الموقف فى المنطقة المغاربية، متحاملا على حكامها بالصورة والإسم، ومتعهدا بنقل المعركة إلى المنطقة التى باتت خلفية للاستعمار الأوربى حسب وصفه.
كما بث التنظيم شريطه الثانى المسجل فى ولاية حلب السورية والذى حمل عنوان " استجيبوا لله ولرسوله .. رسائل من حلب"، بعد أقل من أسبوع على الشريط الأول.
ويتهم الشريط الأخير الحكام فى المغرب الإسلامي بالتورط فى العمالة للغرب، ومنع الهجرة إلى "ديار الإسلام" ومحاربة مظاهر التدين، كما يتهم الشعوب المغاربية بأنها انزلقت نحو الخيار الديمقراطى الذى وصفوه بالخيار الكفرى، منتقدين مشاركة البعض فى البرلمانات المنتخبة أو المجالس البلدية، والتفاوض مع من أسموهم رموز الكفر واستبدال طاغية بآخر.
وقد استهدفت الدولة فى الشريط الأخير علماء المغرب العربى المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين، واتهمتهم بالتلبيس والتدليس، وتخدير الشعوب من خلال التعايش مع الخيارات السياسية التى ترعاها الأنظمة الحاكمة فى المنطقة.
وقدم التنظيم فى شريطه التحريضى ثلاثة من أبرز مقاتليه وهم يستعرضون أبرز مظاهر ظلم الحكام للشعوب، كقضية الأساتذة المعطلين فى المغرب ومصادر الحريات فى تونس، والإفراج عن الإسباني "دانيال" المتهم باغتصاب أطفال المغرب.
وذهب التنظيم إلي الدعوة لاستهداف الوزراء والبرلمانيين بأي وسيلة، وهي أول دعوة يوجهها تنظيم جهادي بشكل صريح لأتباعه منذ بداية الصراع القائم بين الجهاديين والأنظمة 1991.