شكل مهرجان "الوفاء والصمود" الذى نظمه حزب التكتل بساحة ابن عباس رسالة جدية على عودة الحزب للشارع بعد فترة من الكمون، وتمسك بخطه المعارض للسلطة والداعى لرحيل الرئيس محمد ولد عبد العزيز عن مقاليد السلطة دون تحديد الدعوة صراحة لانتخابات رئاسية مبكرة.
وهذه أبرز الرسائل التى تم توجيهها فى المهرجان :
(*) أهم الرسائل هو أن للحزب أو لرئيسه على الأصح حاضنة شعبية ترفض تجاوزه فى الصراع السياسى بين الفرقاء، وهى حاضنة متنوعة تنوع سكان البلد، مع بعض رفاقه الخلص الذين سايروه منذ التأسيس إلى اليوم، رغم المطبات التى مر بها البلد.
(*) أن الحزب يتبنى مواقف حادة تجاه النظام الحالى، والذى اتهمه صراحة بالفشل فى مواجهة المخدرات وأباطرتها وتشويه صورة البلد، والفساد والإفساد ونهب الثروة وتشجيع الانحراف والغبن.
(*) تجاهل رئيس تكتل القوى الديمقراطية الحوار وتجاهل مواقف زعماء المعارضة، واختار توجيه كلامه للرئيس عن جاهزية التكتل للدخول فى حوار من نوع آخر، حوار يفضى لرحيل ولد عبد العزيز مقابل ضمانات قانونية وسياسية بعدم الملاحقة، وهى عروض تقدم فى العادة خلف الكواليس وليست للاستعراض بفعل احراجه للطرف الموجه إليه.
(*) اثبت الحزب أنه منفتح على الجيش – رغم تحميله العسكر كل مصائب البلد-، ففى المهرجان ظهر قائد الأركان فى المرحلة الانتقالية عبد الرحمن ولد بوبكر، ومعه عاد الداه ولد الشيخ بعد فترة من مغادرة الحزب وقواعده لأسباب لم يشرحها كثيرا.
(*) حاول الحزب اظهار حاضنة سياسية واجتماعية فى لعصابه بعد رحيل نائب الرئيس محمد عبد الرحمن ولد أمين، وذلك من خلال منح الوافد الجديد للحزب والمرشح الخاسر فى الانتخابات التشريعية السابقة ولد التقى فرصة للحديث فى مهرجان الحزب الأول بعد رحيل ولد أمين ومجموعته السياسية.
(*) لم تسلم بعض القوى من السخرية حينما عرض بها الداه ولد الشيخ قائلا إنه غادر الحزب حينما توافد عليه "انتفاعيون" قبل انتخابات الرئاسة 2007 وقفزوا منه بعد ذلك، كما ألمح نائب الرئيس إلى الفكرة ذاتها قائلا إن من يناضل الآن فى الحزب ويحضى من أجله لن تتم معاملته معاملة المندفع إليه أوقات الرخاء والمتردد فى مواجهة الوضع القائم.
(*) اعلن الحزب فتح باب الانتساب على عموم التراب الوطنى، وهو اجراء قد يمهد لانتخابات داخل الحزب من أجل فرز قيادة جديدة، وقد يكون فرصة لعقد مؤتمر عادى للحزب بعد فترة من التردد والتأخير فى احترام الآجال المنصوص عليها فى القوانين الداخلية.
(*) استقبل الحزب سيدى ولد الكورى الأمين العام لحزب إيناد الذى انشق معه عن المنتدى، ومنحه الكلام، بينما اكتفى بالترحيب بالنائب السابق باب ولد سيدى الذى شارك فى المهرجان، ولم يرد ذكر لوزير الداخلية الداه ولد عبد الجليل الذى كان ضمن الحاضرين وبعض الرموز الأخرى المغاضبة للسلطة وغير المنتظمة فى الحزب، لكنها تجتمع معه فى بعض القواسم المشتركة.