كشفت مصادر مقربة من رئيس حركة "إيرا" بيرام ولد الداه ولد اعبيدى أسباب التحول الأخير فى مواقف الرجل، والظروف التى دفعته لإصدار بيان من داخل سجنه، يؤكد فيه تشبثه بتعاليم الدين الإسلامى والمنهج النبوى، واعتزازه بالضمانات المنصوص عليها فى الشرع لحماية حقوق الإنسان وفرض العدل والمساواة.
وقالت المصادر إن رئيس الحركة اجرى مشاورات موسعة مع بعض معاونيه وبعض المتحالفين معه قبل اصدار البيان الأخير.
وحول ظروف البيان ومبرراته تقول مصادر زهرة شنقيط إن بيرام ولد اعبيدى يخطط لانفتاح جديد على العالم العربى والحاضنة الإسلامية، وإن بصدد اتخاذ مزيد من الخطوات التى تصب فى الاتجاه ذاته.
ويضيف المصدر بأن الرجل يدرك أن الدعم الأوربى والأمريكى بلغ ذروته، وأن فوزه ببعض الجوائز الغربية واحتضان حراكه من بعض المنظمات الحقوقية لم يعد بالإمكان تغييره أو التراجع عنه، لكنه يشعر بأن الحاضنة الشعبية تحتاج إلى خطوات أخرى تخفف الضرر الذى تسببت فيه بعض مواقفه والحملة الاعلامية التى تعرض لها من قبل السلطة وبعض أعوانها.
كما أن الدول الإسلامية كافة ظلت موصدة أمام حراكه الحقوقى، رغم حاجة حركته للدعم العربى والإسلامى وحاجة الحاضنة الجماهرية له لمشاريع تنموية وحراك اقتصادى يعوض لها بعض ماخسرته بفعل المواجهة مع السلطة أو مافاتها خلال عقود التهميش الماضية، لذا قرر فتح آفاق جديدة تمهيدا لجولة قد يقوم بها فى دول الخليج وبعض دول آسيا، مستشعرا حجم التشويه الذى نالته الحركة، لذا قرر رفع اللبس عن مواقفه من الدين الإسلامى والمرجعية الناظمة للأمة.
ويخطط الناشط الحقوقى المسجون داخل السجن المركزى بنواكشوط الغربية للحج بعد الإفراج عنه. ويقول مصدر مقرب منه إن الصورة التى ارتسمت فى أذهان الناس عن أسفاره الخارجية الموجهة للغرب دوما، ستتغير بأسفار موجهة لدول آسوية فاعلة مثل باكستان وربما إيران وبعض الدول الأخرى ذات التأثير الفاعل بالعالم الإسلامى.
معطيات أخرى حصلت عليها زهرة شنقيط تفيد بأن رئيس الحركة بيرام ولد الداه ولد اعبيدى اجرى مشاورات مكثفة داخل السجن مع رموز من التيار الصوفى وآخرين من التيار السلفى، وأن علاقته مع جماعة الدعوة والتبليغ تعززت خلال الفترة الماضية، وهو ما أحدث تحولا فى مساره الفكرى، ودفعه إلى مراجعة العديد من مواقفه السابقة، طارحا سلسلة خيارات منها التحالف مع الفاعلين فى الساحة الإسلامية بموريتانيا، وخصوصا من التيارات السابقة.