بوجمبورا : انهيار الوضع بعد وساطة الزعماء الأفارقة (*)

اعتقلت الشرطة البوروندية هوكو هاراماتكو Hugo Haramategeko رئيس حزب التحالف الجديد من أجل التنمية (Nadebu) بحي بالعاصمة بوجمبوره، حيث كان مع أسرته وبعض قادة المعارضة.

وقد اعتقل هوكو بمنزله في حي موتاكورا Mutakura شمال شرقي العاصمة، وفق ما صرح به أحد أفراد أسرته المطلوبين سريا لوكالة الأنباء الفرنسية.

وقال رئيس جناح الأغلبية داخل حزب اتحاد التقدم الوطني المنتمي للمعارضة "إن الشرطة عتقلت هوكو حوالي الساعة السادسة فجرا، بينما كان بصدد الاستحمام، ولم يمهل حتى الوقت الكافي لإجراء ذلك"، مضيفا أنه "نقل إلى وجهة مجهولة بعد إخراجه من مكان الاعتقال في المنطقة المجاورة لسيبي توك"، كما دان ما وصفه "الاعتقال التعسفي" لرئيس الحزب الوحيد الذي احتج ضد المأمورية الثالثة للرئيس بيير نكورو نزيزا. هذا ويستبعد المتحدث باسم الشرطة مثول هوكو أمام القضاء للبت في قضيته.

 

مهمة الأمم المتحدة

 

يعتبر هوكو هاراماتكو البالغ من العمر 47 عاما، والموظف العالي بوزارة الصحة البوروندية من قادة الأحزاب المعارضة القلائل الذين لم يفروا من بوروندي منذ بداية الأزمة.

وقال Charles Nditije من حزب الاتحاد من أجل التقدم الوطني، و Léonce Ngendakumana من حزب الجبهة الديمقراطية ببوروندي، وهما يعتبران من قدامى السياسيين بالبلاد، كما أنهما من آخر قدامى قادة المعارضة ببوروندي، إنهما متخوفين على أمنه ـ هوكو ـ عاقدين العزم على الصمود على الموقف.

 

وقد جاء هذا الاعتقال في أعقاب زيارة تستمر ثمانية أيام لثلاثة خبراء مبعوثين من طرف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة للتحقيق في الانتهاكات المرتكبة خلال عشرة أشهر على الأزمة التي شهدتها البلاد.

وستقدم بعثة التحقيق تقريرها الأولي في 21 مارس، وتقريرها النهائي شهر سبتمبر، في حين أن فريقا من مراقبي حقوق الإنسان سيأتي إلى بوروندي خلال الأسابيع القادمة، وفق بيان صادر يوم الثلثاء في بوجمبورة.

 

وقد عرفت بوروندي موجة عنف خطرة منذ أن أعلن الرئيس ترشحه لولاية رئاسية ثالثة شهر ابريل 2015، وهو ما تم في شهر يوليو، وهو ما يعتبر وفق المعارضة والمجتمع المدني، وبعض المحسوبين على الرئيس خرقا للدستور، واتفاق آروشا الذي وضع حدا للحرب الأهلية من 1993 إلى 2006.

وقد تسببت أعمال العنف في مقتل أزيد من 400 شخص، كما دفعت بأكثر من 240.000 شخص إلى مغادرة البلاد.

ونددت عدد من منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان بوجود مقابر جماعية والعديد من حالات الإعدام والاغتيال، جراء أعمال العنف التي تعرفها بوروندي.