البوليزاريو : رحيل ولد أحمد مسكه ترك لوعة فى قلوب الصحراويين (بيان)

قالت الحكومية الصحراوية إن رحيل أحمد بابه ولد أحمد مسكه ترك لوعة فى قلوب الصحراويين كافة، لأنه كان "النموذج في الأخوة والساعي دون تردد إلى وحدة الشعبين الصحراوي والموريتاني ، ترك بصماته في تاريخ الشعبين الشقيقين عبر الدفاع عن الحق والحرية والاستقلال ، كان مؤمنا حتى النخاع بالمصير المشترك".

 

وهذا نص البيان :

وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ * فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِين
صدق الله العظيم
بقلوب راضية بقضاء الله وقدره ، وبنفوس مؤمنة بأن الموت حق ، وأن الشهداء بدار الحياة والأكرم منا جميعا ، وببالغ الأسى ومزيد من الأسف تلقت الحكومة الصحراوية نبـأ وفاة المناضل الكبير أحمد بابا ولد أحمد مسكة رفيق الدرب والعهد والوفاء.
وبهذا المصاب الجلل تتقدم الحكومة الصحراوية بتعازيها القلبية إلى الشعب الموريتاني الشقيق وإلى الشعب الصحراوي ، ومن خلالهما إلى عائلة الفقيد لتشاطر الجميع الأحزان بهذا المصاب الأليم سائلة الباري عز وجل أن يتغمد الفقيد الغالي برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهمنا جميعا جميل الصبر والسلوان ، وتدعو إلى رفع الأكف مبتهلة إليه تعالى بأن يدخله واسع رحمته مع الشهداء والصديقين
أحمد بابا مسكة  ، الرجل  النموذج في الأخوة والساعي دون تردد إلى وحدة الشعبين الصحراوي والموريتاني ، ترك بصماته في تاريخ الشعبين الشقيقين عبر الدفاع عن الحق والحرية والاستقلال ، كان مؤمنا حتى النخاع بالمصير المشترك ؛ لذلك كرس حياته خدمة لمستقبل البلدين دون تفاضل
الدولة الصحراوية تشهد للمناضل أحمد بابا مسكة بأن حياته ظلت شجرة خضراء من العطاء النقي من خلال الدفاع عن حق الشعب الصحراوي في الحرية والاستقلال ، فلا زالت تضحياته مثمرة في المجلس الوطني الصحراوي وفي الأمم المتحدة وفي توجيهاته السياسية بالداخل والخارج ، لذا فإن رحيله ترك لوعة في نفوس الصحراويين ، وغصة في قلوبهم ، ودمعا في عيونهم وخاصة لدى من شاركهم التضحية من أجل الوطن وتقاسم معهم الحلوة والمرة طيلة سنوات التحرير.

سيظل الفقيد أحمد بابا مسكة مثلما كان رفيقا حاضرا مع الصحراويين  في نضالهم ، وفي أفكارهم ، وفي ضمائرهم ، لن ينسوا الرجل الذي رافقهم في سرائهم وضرائهم ، الرجل الذي عاهد فأوفى وضرب مثالا يحتذى به في الشجاعة والبطولة والولاء والانتماء لشعبين لا انفصام بينهما ، وهو الذي واجه غدر المتربصين بحقوق الشعوب في المحافل الدولية بهامة عالية ورأس مرفوع وإيمان قوي ، فقامة الأبطال لا تنحني إلا لخالقهم.
الدولة الصحراوية تستحضر مآثر الفقيد من خلال محطاته الوضاءة ؛ فمنذ العام 1974 اتصل بالصحراويين وهو مقيم في فرنسا ، أين بدأ العمل النضالي للتعريف بعدالة وشرعية كفاحنا ضد المستعمر الإسباني وكلل هذا المجهود باستقدام أول بعثة صحفية تضم التلفزة الفرنسية وإذاعة فرنسا الدولية شهر فبراير 1975 ، حيث قامتا بتحقيق رائع عن جيش التحرير الشعبي الصحراوي وأعدتا وثائقيا هاما ، ومنذ ذلك التاريخ شكل الراحل مرجعية هامة عن كفاح الشعب الصحراوي ولازال يشكل تلك المرجعية وسيظل كذلك بعد رحيله.

كان أول من استقبل الشهيد الولي لدى زيارته للعاصمة الفرنسية فبراير 1975 وكان من تولى ترجمة الندوة الصحفية التي عقدها آنذاك ومن قام بتنظيمها وتنسيق مكانها ووقت انعقادها
على إثر قدوم بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق ماي 1975 وزيارتها للمنطقة ، التحق بالجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب كمناضل في صفوفها.

كان عضوا في أول وفد أرسلته الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي إلى الأمم المتحدة برئاسة الأخ محمد لمين أحمد في نوفمبر 1975 حيث لعب دورا بارزا في الاتصال والعمل الدبلوماسي للوفد كخبير بالأمم المتحدة ومترجم  للوفد
عمل أحمد بابا مسكة كذلك كأول رئيس تحرير لجريدة الصحراء الحرة باللغتين العربية والفرنسية ، شارك في المؤتمر الثالث للجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب 25 غشت 1976 حيث تم انتخابه عضوا في المكتب السياسي ليعين بعد ذلك رئيسا للمجلس الوطني الصحراوي المؤقت.

لعب دورا كبيرا في التعريف بالقضية الصحراوية ومدافعا عن عدالة كفاح الشعب الصحراوي خاصة على مستوى الساحة الفرنسية ؛ حيث ألف كتابا تحت عنوان ”الجبهة الشعبية لتحرير الساقية الحمراء ووادي الذهب روح شعب ” يعد مرجعية هامة اليوم للباحثين والمؤلفين حول كفاح الشعب الصحراوي.

لعب دورا بارزا ومميزا في تقريب وجهات النظر بين الصحراويين والموريتانيين مما مكن من إنهاء الحرب بينهما وتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإبرام معاهدة السلام 5 غشت 1979
يعتبر أحمد بابا مسكة من الداعين لعدم الفصل ما بين الصحراويين والموريتانيين ويعتبرهم شعب واحد وهوية واحدة.

كانت الهوية الوطنية هاجسه الدائم فظل مدافعا عنها داعيا للحفاظ عليها حيث قال في ملتقى الأطر أبريل 1976 قولته الشهيرة : الصحراويون إذا حافظوا على هويتهم طال الزمن أم قصر ومهما طالت الحرب سينالون استقلالهم لا محالة
حين وضعت الحرب أوزارها عاد أحمد بابا مسكة إلى بلاده ولكنه حافظ على علاقته الدائمة مع الصحراويين ومع جبهة البوليساريو وواظب على المشاركة في مؤتمراتها التي كان آخرها المؤتمر الرابع عشر للجبهة والذي قدم فيه كلمة هامة كانت بمثابة كلمة الوداع لما حملت من معاني ودلالات الإخلاص للمبادئ والقيم التي ناضل وكافح من أجلها أحمد بابا مسكة طيلة حياته.

رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته
إنا لله وإنا إليه راجعون