جاليتنا في آنغولا أكبر من دموعكم

 صحوة متأخرة وشفقة مرفوضة تعالت في الآونة الأخيرة أصوات نشاز تتطلب بتدخل السلطات في أزمة الجالية بأنغولا.

أي تدخل يا ترى يريد هؤلاء أين كانوا منذ سنة وأزيد والعشرات في المعتقلات والسجون الأنغولية بين نير الاعتقال وتنكيل سلطات تلك البلاد لقد كان لي وقتها حظ أن قمت ببضع خطوات مع مجموعة من خيرة أبناء الجالية ولعبت دور حلقة الوصل بينهم والسلطات ابتداء من رئاسة الجمهورية والوزارة الأولى والداخلية والعلاقات مع البرلمان والبرلمان ولقاء مطول جمعني بوزيرة شؤون المغتربين السيدة المحترمة هند بنت عيننا التي لم تدخر جهدا على مستوى صلاحياتها توجته بإرسال موفد للقاء أطر وممثلي الجالية حينها كان له دور لاحقا في تحسن معاملات السلطات من أبنائنا إن هناك تحركا مقبولا لكنه لا يرقى لحجم وأهمية أكبر جالية موريتانية في إفريقيا يساوي عددها ثلث العاملين في الوظيفة العمومية.

وإن كانت مردودية أبناء الجالية تفوق ذلك أضعافا مضاعفة بل وبدون علاوات خطر أو غربة أو مرض وتشتت أسري يتعرضون له يوميا في سبيل العيش الكريم سأتغاضى هنا عمدا عن مشاريعهم الكبيرة والمتوسطة المقامة في ـ أرض الوطن، عن عملهم الخيري الذي طال كل أبناء موريتانيا.

أجل تمر اليوم الجالية بأزمة اقتصادية خانقة كما هو حال العالم بأسره لكنها ترفض أن تستغل أو يشفق عليها، ترفض دموع التماسيح. هي كما كانت سندا للضعيف وعونا للمحتاج ويدا تمسح دمعة اليتم وتحنو على الفقير هم سفراء شنقيط العلم كم شيد بفضلهم من مساجد في تلك الديار لقد كان المتوقع والمأمول حينها أن يعتمد السفير ويزاول مهامه فليس من المعقول ولا المنطق أن يغيب إلى اليوم أي تمثيل حكومي يساند هذا الكم البشري وهذا الشريان الاقتصادي الحيوي. واليوم نحن إذ نجدد النداء للسلطات بالإسراع في هذه الخطوة ونقول لتلك الأصوات المشفقة أو الساخرة أو ممتطية أمواج الأزمة... نعم هناك أزمة لكنها على مشارف الانقشاع والحمى تمت السيطرة عليها بتوفير اللقاح الذي وزع على كل الولايات وتحصل عليه الجميع ومجانا وأبنائنا بخير ويدهم معطاء وقلوبهم معنا وسخاؤهم المعهود دفق على الأيتام والمرضى ..

وعليه كفوا عن شفقتكم المزيفة، واجمعوا دموعكم التمساحية، فجاليتنا أكبر من بكائياتكم غير الصادقة. جاليتنا هنالك رسل من الحضارة والبناء والصبر والمغالبة، رسل من الخير، وأيد بيضاء من أنوار البذل، يؤثرون على أنفسهم وبرنامج " ويؤثرون على أنفسهم" على ذلك من خير الشاهدين خرجوا من أرضهم ليعيدوا إليها المليارات بناء وتعميرا وتشغيلا للشباب، وكان الأولى أن تكون لهذه الجالية عناية رسمية خاصة، وأن يكون لها اعتبار أكثر من هذه الدموع والبكائيات السخيفة لأنها بالفعل تستحق.

عربية سيدي إبراهيم