شكلت زيارة الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز لجمهورية مصر العربية مهزلة حقيقة من حيث الشكل والترتيبات القائمة بين البلدين، وانحطاط سقف البرنامج الذى أعدته الخارجية وديوان الرئيس.
الزيارة التى تعتبر الأولى منذ أربعة عقود لم تشمل جامعة أو زيارة للأزهر أو قناة السويس أو كلية عسكرية أو النيل ومزراعه الجميلة أو اجتماع بالنخبة الإعلامية والثقافية أو مؤسسات صحفية كبيرة أو دور السينماء على أقل تقدير.
لقد تابع الموريتانيون بكل مرارة رئيس البلد وهو يتجول بين "كتاكيت" الدجاج فى مزرعة ضخمة بالإسماعيلية، أو يتابع حركة الأبقار بالإسكندرية، مع لقاء يتيم بالأمين العام للجامعة العربية.
لقد شكلت الزيارة إساءة للرجل والبلد الذي يمثله، وكشفت مستوى السقف الواطى الذى تدار به الدبلوماسية الموريتانية، وضعف القدرة لدى المحيطين بالرجل خلال الفترة الأخيرة.
صحيح أن أغلب هؤلاء يتحججون بالخوف من طرح رأي مخالف لتوجهه، لكن الإقالة والإستقالة أشرف من تدنيس صورة البلد،. لقد فاز القوم بتعويضات السفر وتركوا للبلد أسوء نموذج يمكن أن يدرس للأجيال القادمة فى العلاقة بين الدول.