هل نجح خصوم الرئيس فى احتلال قصره ؟

شكل تعامل الاعلامى الرسمى مساء اليوم الجمعة 8 ابريل 2016 مع أخبار الرئيس ومواقف الرئاسة أكبر صفعة توجه لهيبة القصر ومكانة الرئيس. واظهر الجدل المتصاعد داخل أروقة الحكم بروز أقطاب جديدة داخل الأغلبية بضعها يرفض التعامل مع الرجل والبعض الآخر قادر على جلب النقمة له، لكنه غير مستعد لتقديم العون له فى أسوء الظروف.

الوكالة الرسمية للأنباء (الناطق المفترض باسم الرئاسة) تجاهلت البيان الصادر عنها، والمستشار الإعلامى (للرئيس الليبى الراحل معمر القذافى عليه رحمة الله) رفض توزيع البيان أو عجز بحكم علاقاته السيئة بالمحيط الصحفى، والوزارة الوصية على الإعلام غائبة أو مغيبة بفعل صراع الكبار داخل الحلبة، و"الهابا" الضامنة "لتوازن الاعلام"، لم تتمكن من مد الجسور مع الصحافة لستر عورة قصر أراد له بعض الفاعلين فى قطاع العدل أن يخرج من حلبة التداول السياسى بأسوء صورة يمكن أن ترسم لنظام حاكم داخل القارة السمراء (تمديد للمأمورية وتقويض للعدالة ومحاربة للاعلام الحر)!.

لقد ظهر الرئيس مكشوفا أمام العالم، مجرد من هيبة الرجل القادر على انتقاء معاونيه بحكم الاختصاص الممنوح له فى الدستور – غير المقدس حسب بعض معاونيه- ، يتلمس بعض أنصاره من خارج القصر سبل انقاذ صورته والتذكير بما كان إلى وقت قريب أبرز منجزاته.

فى عالم الرئيس المعقد يمكن لوزيرة من الصف الرابع أن تحتكر الأخبار الأولى فى وسائل الإعلام الرسمية، لكن الرئاسة ومواقفها تحتاج إلى قلب أصحاب المواقع الرحيمة، لقد بدت صورة "موريتانيا الجديدة" اليوم الجمعة هزيلة بكل المقاييس ..

قمع وتنكيل وتلاعب بالقانون وحكومة خرساء ورئيس غائب وقصر موصد ومكلف بالنطق وهو أخرس، ومستشار اعلامى منشغل بالمواقع والشبكة الاجتماعية فى انتظار فتوى قد تصدر عن الشيخ الددو  مما ينفع الناس ويمكث فى الأرض، أو العثور على كلمة من معارض موجهة للقذافى أو السيسى ولو من باب الخطأ.