هل استشار الرئيس أركان حكمه قبل إقالة المفوض؟

فى السابع عشر من يونيو 2015  أقال الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز مفوض الأمن الغذائي بموريتانيا سيد أحمد ولد بابه بعد تداول صور لشاحنة تابعة لمفوضية الأمن الغذائي بموريتانيا وهى تحط شحنة من المواد الغذائية فى منزل تابع للرئيس بنواكشوط الغربية.

قرار صادم للبعض ومفاجئ للآخرين، لكنه كان متوقعا لدى دوائر أخرى بفعل الصدمة التى شكلتها الصور المتداولة فى الإعلام لمنزل الرئيس، واجراء منطقى بفعل التحييد الممارس للرجل الأول فى البلاد عن كواليس ملفات كثيرة داخل الدوائر الرسمية، والصراع الدائر داخل الأغلبية الداعمة له منذ 2009.

قبل الفطور اتصل الرئيس بأركان حكمه وهو غاضب، وهاجم المفوض بشدة دون أن يسأله عن الأسباب التى دفعته لإرسال الشحنة، وعن الجهة المسؤولة عن تقديم الهدايا للرئيس وكبار الضباط كل عام.

مستوى الإحراج الذى مثلته الصور للرئيس دفعه للتخلص من أحد أبرز معاونيه خلال سنتى 2014-2015 ، لكن الحقيقة التى اكتشفها الرجل لاحقا لم تشفع للمفوض، ولم تدفع الرئيس لمراجعة قراره.

مجمل التقارير التى اطلعت عليها زهرة شنقيط خلال الفترة الأخيرة تكشف عن تلقى جهات سيادية فى الدولة هدايا من المفوضية كل عام، وهى سنة ظل معمولا بها إلى غاية نشر صور منزل الرئيس وشاحنة الأمن الغذائي وعناصر "بازب".

المنزل الذى تحصل عليه الرئيس سنة 2009  من أحد كبار داعميه (خلال الحملة الانتخابية) كان الوجهة المفضلة لشاحنات المفوضية مع بداية كل رمضان، لكن الرئيس منذ انتهاء الحملة لم يدخله – كما قالت مصادر مقربة منه لموقع زهرة شنقيط-، رغم أن بعض أفراد أسرته كانوا يستغلونه من وقت لآخر.

وصف قرار الرئيس  من بعض معاونيه بأنه رد سريع على الضربة الأخلاقية التى وجهت له، لكن استمراره فى ظلم المفوض الذى أقر أعمال أسلافه، وصف من دوائر أخري فى السلطة بأنه تمييز يتنافى ومنطق العدل وارتهان  واضح لمنطق ردات الفعل المحكومة بتحريض الغير.

أحال الرئيس المفوضية لوزير داخليته السابق محمد ولد محمد راره، ومع القرار انتهى فعليا دور المفوضية الحيوي فى اغاثة الناس وحل امشاكلهم واطعام الجياع فى أنحاء البلد وتنفيذ البرامج التنموية ، بفعل الخوف الذى يتملك كل العاملين فيها من مصير قد تحدده صورة شاحنة أو اتصال قريب.