الخريطة السياسية بالحوض الشرقى قبل زيارة الرئيس (*)

دخلت الأطراف السياسية بالحوض الشرقى مرحلة التحضير الفعلى للزيارة المرتقبة للرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز فى الثالث من مايو 2016، وسط تنافس قوى بين الفاعلين فى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم وملحقاته، وبعض رموز الطبقة التقليدية الممسكة بزمام الأمور بفعل عاملى الوفرة البشرية والتجربة.

ومع أن موعد النفير إلى الولاية لما يحن بحكم الضغوط الناجمة عن صعوبة الواقع، وانشغال أغلب الأطر بترتيب الأمور الضرورية فى العاصمة نواكشوط قبل المغادرة، والتخفيف من أعباء التكلفة المرتفعة لأي عمل سياسى فى الداخل بتقليل الهامش الزمنى الممنوح للولاية، وخصوصا مع بداية فصل الصيف، إلا أن نذر الحملة السياسية قد بدأت بالفعل منذ تحديد تاريخ الزيارة، فلكل وجيه ممثل فى الولاية، ولكل إطار جبهته العاملة على الأرض المناصرة له، ولكل بلدية أو مقاطعة رموزها ممن يوصفون بأنهم أصحاب القرار النهائى بفعل النفوذ داخل دوائر السلطة أو البسطة فى المال والجاه.

ويعتبر الحوض الشرقى أهم ولاية داخل البلد من حيث الكثافة البشرية (400 ألف شخص)، وبه سبع مقاطعات تتوزعها الكتل السياسية التقليدية منذ بداية المسلسل الانتخابى بموريتانيا، مع حضور جزئي لحزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية المعارض، وآخر أقل لحزب التحالف الشعبى التقدمى، بينما تبخرت كتلة حزب الوئام بين منحاز لحزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بعد فرز الأصوات، وبين تائه يبحث عن ذاته داخل مشهد بالغ الصعوبة والتعقيد.

وتحاول مجمل الأطراف الظهور بمظهر القوى داخل الساحة، بحكم الخلاف بين الرموز الفاعلة فيها، وعزف الحكومة والحزب على وتر التنافس لحشد أكبر قدر من السكان، وللتعبير عن تموقع الفاعلين فيه داخل الشعب بشكل يثلج صدر الرئيس الزائر.

وسنتناول فى زهرة شنقيط الخارطة السياسية للولاية وأبرز الفاعلين فيها، بناء على آخر استحقاق شهدته البلاد (نوفمبر 2013) ، والكتل الرئيسية المتصارعة فيها، وحم التحول فى العلاقات الداخلية خلال الفترة الأخيرة، ومصير بعض التحالفات التى كانت قائمة، وظهور بعض الأقطاب الجديدة بحكم امكانيات طارئة أو انفراط عقد تحالفات كانت موجودة.

وسنتناول كل مقاطعة على حدة، مع ذكر بعض النقاط التى تميز خارطة المنطقة عن غيرها من المناطق المجاورة.

 

(*) مقاطعات الحوض الشرقى هي : النعمه / تمبدغه/ باسكنو/ أمرج/ ولاته/ جكنى/ أنبيكت لحواش.