مغامر يروى حقيقة وجود "الألماس" فى ولاية الحوض الغربى (*)

كانت الشمس ساطعة،ركبنا حوض "بيكوب" متهورة سائقها يجد المتعة في استفزاز الرمال الرخوة،كانت أغصان الأشجار المتدلية تكاد تؤذي عيوننا وهي تحدق بفضول نحو الأفق الداكن،كأنها تفتش عن بريق الثراء السريع المتواري خلف السراب وشظايا الصخور الجافة والصلبة.عندما وصلنا للمنطقة الواقعة شرق بلدية الصفاء التي تبعد عن تامشكط حوالي 11 كلم.

كانت السيارات تقف تحت ظلال الأشجار وفوق أعالي التلال، وقد بدا الناس كعمال الحقول وهم يقلبون صفائح الصخور وينبشون التراب الملتصق بها،وقد توزعوا فرادى وجماعات.نظرت إليهم فتذكرت صلاة العيد وقت انقضائها،كانوا شيوخا وأطفالا وبعض النسوة...قابلني طفل صغير يحمل قنينة بها بعض الأحجار الصغيرة يعرضها للبيع،اشتريتها من عنده بألف أوقية،كان بها حجر على شكل هرم يلمع كالزجاج ظننته ماسا لكن عندما قمت بحكه على حافة الصخرة ظهرت عليه بعض الخدوش.

ربما هو كريستال عادي كالذي يدخل في صناعة الأواني الزجاجية.

بدأت البحث بمفردي كانت الأحجار البيضاء الشبيهة بملح "مرسال" الذي يعطي للحيونات الأليفة توجد بكثرة،لكنها هشة وقابلة للكسر.

قبيل الغروب عدت أدراجي عطشا أحمل حصادا مبهما وقد ذاب حماسي وفضولي بين تلك الصخور،لكن بعض الناس قد أشعلوا النار كأنهم ينون المبيت هناك،بينما كان بعض الوافدين الجدد يشقون ظلام الليل بحثا بريق الثراء وقد قدموا من كل فج عميق.

كان حضور الدولة متمثلا في دركي يقف عند مخرج القرية يوقف السيارات المتجهة صوب مكان التنقيب دونما عرقلة تذكر-سيارتنا كمثال.حقيقة الأمر لست متحمسا لقصة الماس،ولا أنصحكم بالمجيء هنا،فالطريق غير معبدة والحرارة مرتفعة جدا وليس كل ما يلمع ذهبا،لكنني لا أستبعد أن تكون تلك الأرض تخفي في باطنها بعض الكنوز،فنحن في وطن غني جدا،سكانه يفترشون الكنوز ويلتحفون الفقر للأسف الشديد.

هنا تامشكط،وفد عدت تاركا مكان التنقيب دونما نية للرجوع،فغدا صباحا لدي حصة،مع أنني وجدت بعض التلاميذ مثلي يبحثون عن الماس،وعندما ابصروني تهامسوا وضحكوا بصوت خافت،فبادلتهم الإبتسامة لعلمي يقينا أن الطبشور لا يشبه الماس،وأن التعليم في موريتانيا يحتضر،ولا أحد يفكر فيه للأسف الشديد.

كان معكم مراسلكم من قناة السراب من فوق "الدص" قبالة السماء بعد يوم شاق ومثير...الساعة منتصف الليل و 7 دقائق وتلك يدي بها بعض حصادي وهو للبيع إن لم يكن كريستالا،التطقتها بعدستي من مكان التنقيب هذا المساء.

 

نقلا عن صفحة المدون خالد ولد فاضل