قال الباحث الموريتاني محمد ولد سيد أحمد فال (بوياتي)، إن المقاربة الوطنية لمكافحة الإرهاب حققت نجاحات كبيرة على كافة المستويات، واستطاعت بجدارة نشر الأمن والاستقرار في كافة ربوع البلد".
وقال ولد سيد أحمد فال في برنامج مباشر بثه تلفزيون الموريتانية مساء اليوم الاثنين 02 مايو 2016، من مدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي إن قراءة المقاربة الموريتانية لمكافحة الإرهاب تقتضي استرجاع أحداث إرهابية مؤلمة تعرض لها البلد بدء بـ "لمغيطي"، وتفجير مدينة النعمة، والعمليات الإرهابية في مناطق مختلفة مثل (كوبني، والشامي، ونواكشوط )، وذلك من أجل اكتشاف مستوى الاستهداف الذي تعرضت له موريتانيا، وكيف تم التعامل معه، وإيقافه نهائيا بإبعاد خطر التهديدات الإرهابية والسيطرة على مخططات الإرهابيين.
واعتبر ولد سيد أحمد فال أن مقاربة مكافحة الإرهاب اعتمدت لضمان نجاحها من بين أمور عديدة قضية تأمين الحدود عن طريق الإسكان (الشامي، انبيكت لحواش)، إضافة إلى اعتماد نشر الوحدات العسكرية على الحدود، وتحسين الكادر العسكري للتعاطي مع المستجدات الأمنية مهما كانت، مشيرا إلى أن اختراق الأجهزة الأمنية يحدث في بعض الأحيان وتتعرض له أقوى الدول (الولايات المتحدة الأمريكية)، لكن الحد منه والعمل على تقويضه، كما حدث في موريتانيا عن طريق إلقاء القبض على الجناة، وتقليص دور الجماعات الإرهابية، التي كانت تستهدف البلد يحسب نجاحا حقيقيا للبلد وأمنه.
وأضاف ولد سيد أحمد فال أنه من الناحية الإعلامية حدث انفتاح من طرف الإعلام الرسمي على الجميع، وأصبح يناقش كل القضايا ذات الأهمية الكبرى، مشيرا إلى أن التعاطي مع الشأن العام يجب توسيعه أكثر ليشمل جميع القضايا، كما يجب تطوير الأداء فيها، معتبرا أن البلد بالفعل حقق انجازات كبيرة يشهد بها القاصي والداني، وساهمت تلك النجاحات في دحر العدو حتى أصبح يكفيه من الغنيمة الإياب، و البقاء في أماكنه مهزوما".
وقال الباحث الموريتاني إن نجاح المقاربة الوطنية لمكافحة الإرهاب تحقق انطلاقا من بعدة أوجه بدء بالضرب العسكري على العدو، وملاحقتة أمنيا، كما حفظ على إبقاء وسيلة الحوار والمراجعة التي قام بها علماء موريتانيين يشهد لهم الجميع بالعلم، مؤكدا أن هذا كله ساعد في إعادة ترتيب البيت الأمني، ووقف اكتتاب الشاب الموريتاني لدى الحركات الإرهابية المتطرفة ما يؤكد أن المقاربة كانت ناجعة، وناجحة في معظم جوانبها".
وأكد ولد سيد أحمد فال أن العلاقة بين الأمن والتنمية علاقة جدلية متصلة وطردية، حيث أنه لا تنمية ولا استثمارات بدون الشعور بالأمن الذي تتعدد جوانبه (الأمن الغذائي، القومي، الاستراتيجي)، معتبرا أن المقاربة أخذت على عاتقها التعامل مع الجانب الاجتماعي في موريتانيا والذي يحتاج لإعادة التعامل معه بشكل أكثر جدية من خلال العلاقات البينية من المكونات، والهوية، والذات، والجيران، والأحداث الطارئة، سواء إرهابا أو غيره".
ونبه الباحث إلى أنه ينبغي أن يفهم القائمين على وسائل الإعلام بعد أهمية الأمن، ووضع المواطن في الصورة الحقيقة للأحداث وتوجيه توجيها صحيحا، مشددا على أهمية حفظ الانجاز الذي شكل نقطة تحول في متابعة الإرهابيين، عن طريق ضبط الحالة المدينة الذي يعد أكبر إجراء استراتيجي مؤسس للدولة الموريتانية".
وأضاف ولد سيد أحمد فال أن نشر الأمن بقاء للدولة ككيان، وأمن الدولة واستقرارها، وهويتها، ولغتها تعتبر أمور ليست محل نقاش، بل يجب على الجميع أن يجعلها في أولوية اهتماماته.
وأشاد ولد سيد أحمد فال بما حصل من رصد للمعلومات، وتكوين الطواقم الأمنية، والعسكرية، ووضع أرقام أمنية تحت تصرف كافة المواطنين لما له من أهمية، مشيرا إلى أنه على الجهات الأمنية وهي الأدرى أن تظل دائما حذرة، ومنتبهة، وواعية لأي تحركات، أو رسائل قد تدفع بها الجهات الإرهابية، في أي وقت، وأن يتوقع الخطر دوما لكسب الرهان الرامي لتوفير الأمن والأمان لكافة السكان".
وختم ولد سيد أحمد فال بتوصية للاهتمام بمنطقة "آوكار" التي يرى أنها مهمة جدا، أمنيا واستراتيجيا، داعيا لتوفير نقاط المياه فيها، وإحياء فضاء "آوكار" المؤمن بالفطرة، عن طريق شق الطرق، وتأمين بالسكن، والتعامل مع المنطقة بمشاركة الجميع في المحافظة على الأمن فيها".