هل يسقط أعوان الرئيس فى دائرة التكفير؟ (*)

كشفت حلقة تلفزيونية بثتها قناة الساحل الخاصة انتشار الفكر المتشدد داخل الشعب الموريتانى، وظهور بعض "التكفيريين الجدد" داخل القصر الرئاسى بالعاصمة نواكشوط، بعد فترة من تحذيرات وجهها أحد الفاعلين فى الساحة السياسية من مخاطر موجة التشدد الجديدة داخل المجتمع.

وقد شكلت الحلقة مفاجئة كبيرة بعد أن عمد مستشار الرئيس الإعلامى اسحاق الكنتى إلى تكفير آلاف الموريتانيين دفعة واحدة، بل إن الأمر تجاوز التكفير والتشهير إلى القول بأنه يتعبد الله عز وجل بقناعته المخالفة لهدى المجتمع وماعرف عنه من نبذ للغلو والتكفير.

ولم يسلم العلامة الشيخ الددو من شره المستطير، حينما وصفه بأنه عضو فى جماعة "ماسونية" لاعلاقة لها بالإيمان، وإن رمز من رموز الفتنة والعياذ بالله.

وهذه أبرز الملاحظات التى تداولها الناس عن حلقة المستشار المذكور:

(1) تحدث الرجل بلغة سوقية بعدما كان يختفى خلف قاموس لغوي مقبول من الناحية الشكلية.

(2) خرج عن وقاره أكثر من مرة بعدما كان يفتعل الرزانة رغم كلامه الجارح للكل

(3) كان متوترا وهو يستشعر حرج اللحظة التى وجد فيها نفسه فى مواجهة المشاهدين، بعدما كان يعتمد على قوة الخفاء داخل القصر الذى يكتب منه.

 

(4) كان رأسه إلى الأسفل طيلة الحلقة، ولم يستطع أن ينظر إلى الكاميرا وهو مرض يجتاح الخجول فى أول خرجاته الإعلامية.

 

(5) أساء لزميله المفترض المكلف بمهمة زيدان ولد أحميده وسفه أحلامه أمام الجمهور

 

(6) أظهر عن غير قصد هشاشة رفيقه عبد الله ولد أحمد دامو الذى تعاطف معه لمجرد سخرية مدون أو أثنين منه، وهو مايكشف هشاشة النخبة المحيطة بالرئيس.

 

(7) أتهم الرئيس ببيع الأحلام للنخب من خلال حديثه عن زيارة الجامعة، وهو يكشف هشاشة الوعود التي يطلقها الرئيس حسب مستشاره من وقت لآخر.

 

(8) أظهر أن الثقافة الواسعة التى يحاول إيهام الناس بها من خلال تناول أخبار الموضة والفلاسفة وتصريحات المفكرين هي اختلاس فكرى لاعلاقة لها بالواقع، فمن يجهل حزب المستقبل الشريك نصفه فى الأغلبية ونصفه الآخر فى المعارضة هو جاهل بالكثير من تفاصيل الحياة السياسية فى البلد.

 

(9) أساء للدولة الموريتانية وشوه سمعة الاستثمار فيها من خلال اتهامه للرئيس السابق اعل ولد محمد فال باستغلال النفوذ للحصول على 10% من شركة شنقتل وهو ماقد يطرح أكثر من سؤال حول كم من سهم حصله عليه ولي نعمته وقد مكث فى الرئاسة تسع سنين.

(10) أظهر وجود خلايا من "داعش" فى القصر الرئاسى بموريتانيا، وصدق مايقوله الناس عن احتضان ولد عبد العزيز للتشدد، فالرجل المكلف بالإعلام وهو منه براء، يكفر الناس بالجملة ويطعن فى عقيدة وسلوك خيرة علماء البلد، ويحرض عليهم بشكل يشبه فى الكثير من تفاصيله سلوك "داعش" ، بل الأخطر هو اخراج الأمر من دائرة الجدل السياسى إلى دائرة التبعد بتكفير الغير والإساءة لهم والترويج للكذب لتعزيز الموقف.

 

(11) تناقض بشكل صريح حينما حاول تقزيم حزب التجمع الوطنى للإصلاح والتنمية "تواصل" وجن جنونه ىف الحلقة من أجل السماح لهم بالمزيد من كيل الشتائم للحزب ورموزه، والصاق التهم جزافا بها.

(12) حاول فتح ملف السير الذاتية لقادة الحزب وأبرز العلماء فى البلد، وهو أمر قد يزيد من احراج ساكنة القصر، ويعرضهم للمزيد من النقد والسخرية بتوجيه من المستشار وتحريض منه.

(13) ظهر أنه شخص سوقى من خلال تحرضيه على مواطنين شرفاء ذنبهم الوحيد أن لديهم "متجر" أو "صيدلية" فى بلد تكفل القوانين حرية التجارة والفكر.

 

(*) أجمع علماء البلد خلال الفترة الأخيرة على مخاطر التكفير والتشهير والتحريض على بنية المجتمع الموريتانى وسلوك العاملين فيه.