إن العين تدمع والقلب يخشع ولانقول الامايرضي الرب
بهذا ودع رسول صل الله عليه وسلم ابنه ابراهيم وبه نودع الابن والصديق والاخ الطبيب الأستاذ ادوم ولد محمد فال.
لقد شكلت عيادة الشفا في الايام الأخيرة مثابة لموريتانيا بشرائحها وألوانها وجهاتها تداعت اليها من كل حدب وصوب لعيادة بضع منها في موقف عز مثله لخصه شقيق المرحوم عند ما طلب منه أن يتجلد ويصبر بقوله : كيف أحزن وكيف يحزن من أحاط به أهله وإخوته ... الكل كان مستعدا لفداه ... ولكن الجليل الجميل الذي من علينا به ردحا من الزمن شاءت قدرته أن تختار له ماهو خير له فلله الحمد والمنة ولله ما اخذ وله ما اعطي...
فإذا كان. الموت قد غيب جسمه فبكل تأكيد خلده فينا خلقه وعلمه وعمله.
كل من عرف الفقيد وهم بالمناسبة كثر يجمعون علي أنه كان مدرسة للأخلاق والقيم الفاضلة.
يقول اللواء مسغارو ولد سيدي وهو صديق له من عهد الطفولة من أجمل ما أعرفه عنه: نكرانه لذاته وتفانيه في خدمة الناس وقوة تحمله في العمل لاسيما إذاتعلق الأمر بمريض يداويه يستطيع أن يقف أياما بلياليها دون كلل اوملل عند رأس ذلك المريض الي ان يفرج الله عنه.
ويقول الدكتور ولد المهدي وهو زميل دراسته : إن رجاحة عقل المرحوم وتواضعه جعله يدخل القلوب من غير استئذان فهو صديق الجميع وأخو الجميع كان رحمه الله عفيفا في القول يتمثل قوله تعالي وهدوا إلي الطيب من القول ..الخ
لايذكر أحد ممن عرفه أنه سمع منه ما يكره أويخدش الحيا. متحفزا لخدمة الجميع. لسان حاله دائما يقول قول طرفة: واذالقوم قالومن فتى. خلت انني عنيت فلم اكسل ولم اتبلد
بني حيث ما حل بيتا تعاهده المريض والضعيف وذوو الحاجة...
يتذ كر المهمشون كيف تشرع أبواب مكتب ادوم عند ما توصد سبل مكاتب غيره وكيف تقضي حاجتهم ضاحكين مستبشرين من غير مني ولا اذاي .
تقول والدته الصابرة المحتسبة وهي تصبر الأسرة في مصابها الجلل : ترك لكم الرجال والنساء.
وتنسي الوالدةحفظها الله ان تضيف. ترك لنا صرحا من مكارم الأخلاق ماكان لنا أن نشيده لو انفقناما بأيدينا .
ونحن اذ نعزي انفسنا و نعزي الأم الفاضلة ونسأل لنا ولها الصبر والسلوان لنقول قول الشاعر:
سيخلفه الله الذي هو ربه بابنائه شم الكرام الخضارم
فلا تحقرو تلك الأهلة انها ستنمو بدورا نيرات المعالم
حباه الاه العرش راحا وراحة بجنات عدن فهو ارحم راحم
اللهم احشرنا وإياه مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن ءلائك رفيقا .
ياأيتها النفس المطمئنة إرجعي الي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي ودخلي جنتي ...صدق الله العظيم وانالله وانااليه راجعون
(*) محمد الأمين ولد اسويد