طوت الجزائر وموريتانيا صفحة الخلاف التي نشبت بينهما ربيع العام المنصرم، والتي تبادل خلالها البلدان طرد دبلوماسيين يعلون في عاصمتي البلدين، وهي الأزمة التي أدخلت العلاقات الثنائية حالة من الجمود
وأفاد بيان به صادر عن وزارة الشؤون الخارجية، أمس، أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون بالجمهورية الإسلامية الموريتانية اسلكو ولد احمد إزيد بيه، سيحل بالجزائر بعد غد الثلاثاء في زيارة عمل، حاملا رسالة من رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية محمد ولد عبد العزيز، لنظيره الجزائري بوتفليقة".
وبحسب البيان فإن هذه الزيارة ستتمحور حول التحضير لاجتماع الدورة الثامنة عشر للجنة المشتركة الكبرى الجزائرية الموريتانية المقرر عقدها بالجزائر قبل نهاية سنة 2016، رفقة نظيره الجزائري رمطان لعمامرة.
وتعد زيارة ولد احمد إزيد بيه للجزائر، الأولى من نوعها لمسؤول موريتاني بهذا المستوى للجزائر، منذ أزمة تبادل طرد الدبلوماسيين، ما يعني أن سحب الخلافات تكون قد تبددت، بعد نحو 13 شهر من الأزمة.
وكانت مصادر إعلامية قد تحدثت في وقت سابق عن وساطة تونسية بين الجزائر وموريتانيا، غير أن تلك الوساطة لم تؤت أكلها في حينها، بحيث بقي البلدان يقاطعان الاجتماعات التي تعقد على تراب البلد الآخر، وفي أحسن الأحوال كان يخفض التمثيل إلى أدنى مستوى، كأن يضمن السفير التمثيل بالنيابة، وهو ما حدث في أول اجتماع لوزراء داخلية اتحاد المغرب العربي الذي انعقد في نواكشوط، وقد قاطعه يومها وزير الداخلية والجماعات المحلية حينها، الطيب بلعيز .
ومن شأن هذه الزيارة أن تعيد تنشيط العلاقات الثنائية التي تضررت بشكل كبير منذ أفريل 2015، في أعقاب تبادل طرد موظفي سفارتي البلدين، وهي الحادثة التي كانت وراء مقاطعة مسؤولي البلدين للنشاطات الإقليمية التي انعقدت على تراب الطرف الآخر.
ومعلوم أن الحكومة الموريتانية هي التي بادرت بطرد الرجل الثاني في السفارة الجزائرية بنواكشوط، بلقاسم شرواطي، وذلك على خلفية تهم تتعلق بالاشتباه بوقوفه خلف مقال نشر بإحدى الصحف الإلكترونية الموريتانية، قدر بأنه يسيء لعلاقات موريتانيا بالمملكة المغربية، وهي التهمة التي نفاها المسؤول الجزائري جملة وتفصيلا، ولم تمض سوى أيام قليلة على الخطوة الموريتانية، حتى ردت الجزائر بالمثل وطردت الرجل الثاني في السفارة الموريتانية بالجزائر.
(*) نقلا عن الشروق الجزائرية