قصص مؤلمة لضحايا التدافع يرويها الناجون من المجزرة (*)

روى بعض الناجين من حادثة التدافع اليوم الأربعاء 1 يونيو 2016 قصصا مؤلمة للضحايا الذين قضوا خلال التدافع صباح اليوم، معربين عن ارتياحهم لتدخل فرقة الحماية المدنية بنواكشوط الغربية التى ساهمت فى انقاذ أرواح المئات خلال عملية الإجلاء.

وتقول سيدة فى العقد الخامس من عمرها – وهى تبكى- لموقع زهرة شنقيط كانت الساعة الثامنة صباحا حينما ودعت (ف/ع) أطفالها فى دار النعيم متوجهين نحو المدرسة القريبة من الحى، مرت بالسوق الشعبى المجاور واشترت غذاء أطفالها كالعادة ( 1 كلغ من الأرز+ سمك ياي بوي+ بصل)، ثم مرت على المتجر القريب من منزلها وتركت غذاء الأطفال فى انتظار العودة من المدينة، بحثا عن نقود تخفف وطأة الدين أو تمنحها فرصة لشراء بعض أغراض شهر الصيام، دون أن تتوقع أنها آخرة مرة ترى فيها الحى الفقير الذى تعيشه فيه منذ سنوات.

مرت بزميلتها التى أصيبت بكسر فى العاتق، واتجهتا إلى تفرغ زينه، ففيها ينوى أحد رجال الأعمال الموسرين توزيع بعض أمواله على الفقراء، وعند بوابة الحائط الذى أجره كانت نهاية مسار أمتد لعقود مع الفقر والحرمان.

وفى منطقة "لغريقه" بالميناء كانت الحصيلة ثقيلة، لقد خسر الحى ثلاثة من أبرز نسائه، بينهم (أموه) ، والفاطره، وعيشه، احداهن لديها أطفال أيتام، والأخرى لديها سبعة أطفال لما يبلغوا سن الحلم، والثالثة مشهورة داخل الحى بتدينها، ومساعدتها لزميلاتها، لكنها فقيرة كما يقول العارفون بها وهم يترقبون خروج جثمانها من مشرحة المركز الوطنى للإستطباب، حيث يرابط المئات من أقارب وجيران الضحايا.

تقول سيدة تدعى فاطمة بنت سالم قادمة من الترحيل إنها أصيبت بكسر أثناء التدافع، وإنها شعرت بآلام كبيرة فى عاتقها، حيث أجرت قبل أسابيع عملية نزع "الغدة الدرقية"، ولاتزال تروى بتأثر بالغ كيف قضت سيدة حامل بجوارها، لقد دهسها بعض النساء والرجال خلال التدافع الذى وقع، لقد كانت جالسة قرب البوابة منذ وصولها السادسة فجرا، لم تتوقع أنها آخر رحلة لها من أحياء الترحيل كما تقول.

أمام مركز الإستطباب يرابط نساء وأطفال ورجال بعضهم بلغ السبعين من عمره فى انتظار معرفة أخبار ذويه، بينما انتشرت قوات مكافحة الشغب عند مداخل المركز الرئيسية لمنع حركة الأفراد وتوفير أجواء ملائمة للأطباء الذين واجهوا أكبر عملية انقاذ منذ فترة، لقد كان الضغط كبيرا بفعل عدد الأشخاص المصابين.

 

(*) السلطات فرضت طوقا أمنيا على مكان المغسلة والحالات المستعجلة ومنعت التصوير