نداء أكاديمى للقادة العرب قبل قمة الأمل بموريتانيا (وثيقة)

أصدر المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية "مبدأ" دراسة هي الأولى من نوعها بموريتانيا تتضمن تشخصا وحلولا للواقع العربي الراهن، معنونة تحت اسم "نداء نواكشوط الى القادة العرب" ، وذلك قبل نحو شهر من انعقاد القمة العربية المرتقبة بنواكشوط.

وترى العريضة التى حصل موقع ـ زهرة شنقيط ـ على نسخة منها ، أن قمة نواكشوط القادمة  تنعقد في ظرفية زمنية استثنائية بالنظر الى حجم وطبيعة التحديات التي تواجهها الأمة مع حالة التشظى التي يعيشها الجسم العربي وغياب السياقات الحاضنة المشجعة علي تحفيز العمل  العربي وتراجع أداء مؤسسات العمل العربي المشترك وتزايد  التحديات.

واعتبرت العريضة أن الوضع يزداد تعقيدا في ظل  تعدد جملة من المعطيات من بينها:
    ـ انعدام رؤى واستراتيجيات موحدة لمواجهة هذه التحديات نتيجة غياب دور ريادي قادر على تحقيق إجماع حول القضايا المصيرية.
    ـ عدم فاعلية هيئات الأمم المتحدة  بسبب حدة خلافات القوي ألكبري (الولايات المتحدة، روسيا) خاصة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتنامي الأدوار المغرضة للقوي الإقليمية نتيجة التقاعس الملحوظ لدور القوي العظمي.
     -  تعذر حل قضية فلسطين المركزية مع تمزق المشهد العربي وتعطل عملية السلام. وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف وتباعد الهوة بين الفرقاء الفلسطينيين. 
  -  تعطل آليات العمل العربي المشترك مع تعدد القرارات الهامة التي لم تشهد تطبيقا خاصة معاهدة الدفاع المشترك واتفاقيات التعاون الاقتصادي والاجتماعي.

 

نص عريضة "نداء نواكشوط الى القادة العرب" :

 تسارعت الاستعدادات لتنظيم الدورة السابعة و العشرين لمؤتمر القمة العربية العادية بنواكشوط المزمع انعقاده في السابع و العشرين يوليو 2016 في ظرف عربي " ومناخ إقليمي مميز وفارق.

ويؤمل على  نطاق واسع أن يشكل مؤتمر نواكشوط  قمة التحول بامتياز وان تسهم القمة في التجاوب مع انتظارات الجماهير العربية، وتطلعات القوي الحية وان تستجيب للرهانات المطروحة عربيا.

 لقد مثلت جامعة  الدول العربية بوصفها الأداة التنفيذية للعمل العربي أداة مناسبة لتعزيز العمل العربي المشترك والتصدّي للتحدّيات، وارتبط مسار العمل العربي الى حد بعيد  بمستوي توافر الإرادة السياسة لدى أقطاره  فالجامعة العربية هي انعكاس للصورة العربية والتحديات  التي تواجهها  الجامعة هي ذاتها تجميع  للإشكالات الفردية لأقطارها وهكذا ظلت الإرادة السياسية الرهان الحقيقي، وباتت انتظامية الدورات تجليا لإرادة القادة في الدفع بالعمل العربي المشترك والأساس والمنطلق في كل عملية إصلاحية جديّة.

 ويواجه النظام العربي إشكالات جمة للاضطلاع بوظائفه الأساسية الأمنية والتنموية والتنسيقية ، وباتت تهدده مخاطر جمة من قبل بعض القوى الإقليمية المنافسة التي أصبحت تقوم بوظائف النظام العربي وهو ما يستدعي استنهاض الإرادات  لطرح صيغة تطوير جديدة لمؤسساته وهياكله المجسدة في جامعة  الدول العربية ، وتزداد حسرة وغيرة المواطنين العرب حينما يشاهدون يوميا انتظام و انسيابية و نجاعة و ديمقراطية تكتلات إقليمية اتحادية أو "ما قبل اتحادية" بأوروبا و إفريقيا و آسيا و أمريكا  يجمعها ويوحدها من أسباب و دواعي و مقومات الاتحاد و الاندماج تاريخيا و جغرافيا و لغويا و دينيا و استراتجيا ما هو أقل بكثير مما  كان ينبغي أن يكون "وَقُودَ"  الوحدة العربية "الغائبة" و"المنتظرة.

 إن استعراض المعوقات الهيكلية المؤسسة العمل العربي  تعكس بجلاء حجم التحديات  التي تواجهها مؤسسات العمل العربي المشترك ومستلزمات ومتطلبات تعزيز  لمشاركة الشعبية والتكيف  مع تحديات العصرنة اللازمة  وتحييد  المعوقات السياسية وخلق بدائل مجتمعية وتنظيمية كفيلة بإبقاء جذوة الاتحاد متقدة، وهي أمور تستدعي منا كنخبة لفت النظر وتشجيع الدفع نحو انبثاق إرادة جادة في التحول تؤمن النجاعة وتضمن فاعلية وجماعية القرارات المتخذة  في قمة الأمل بنواكشوط.

 قمة الامل  ... فرصة التحول

   بقدر ما تمثل استضافة  نواكشوط في حد ذاتها حدثا تاريخيا ومؤشرا  لتصالح  الشعب مع  ذاتيته ومع مساراته الوحدوية ولتفعيل  الدبلوماسية  الموريتانية   فإنها يمكن  بحق  أن تمثل  قمة التحول سواء في التعاطي مع المستجدات الظرفية الملحة  أو  تطوير  آليات العمل العربي أو تحفيز  آليات التضامن العربي و توطيد أواصر الشعوب العربية مع محيطيها الإقليمي ومع بعضها البعض. 
ويمثل انعقاد قمة نواكشوط فرصة لمساءلة ومراجعة مختلف التحديات والاستحقاقات وأولويات الجامعة العربية وتحيين أولوياتها المتعلقة بتفعيل دور جامعة الدول العربية في المحافل الدولية و تطويرها بالانتقال بها من الجيل الأول للمنظمات الإقليمية حتى تستطيع أن تتعاطي مع استحقاقات المرحلة ودعم الجهود الوطنية نحو التطور والديمقراطية  والمشاركة، ومنح الأولوية لقضايا التنمية الاقتصادية والاجتماعية في العالم العربي وصولاً إلى تحقيق حلم السوق العربية المشتركة، و معاهدة الدفاع المشترك، ودعم الشعب الفلسطيني في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية المحتلة، وقيام دولة فلسطين الحرة المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.

 وتنعقد قمة نواكشوط في ظرفية زمنية استثنائية بالنظر الى حجم وطبيعة التحديات التي تواجهها الأمة مع حالة التشظى التي يعيشها الجسم العربي وغياب السياقات الحاضنة المشجعة علي تحفيز العمل  العربي وتراجع أداء مؤسسات العمل العربي ألمشترك وتزايد  التحديات ومن بينها :       

 ـ  تحديات إستراتيجية تجسدها خطورة الصورة النمطية التي تسعي جهات نافذة إلي إلصاقها بالعربي المسلم، كإرهابي وكمتطرف همجي فضلا عن الاختراق السافر الذي يتعرض له العالم العربي من قبل القوي الأجنبية التي يلاحظ داخلها تناميا كبيرا للمتشبثين بنهج صراع الحضارات. 
ـ  تحديات أمنية خطيرة بسبب تصاعد الإرهاب التكفيري وتفشي مظاهر الغلو والتطرف الديني والصراعات المذهبية  .
ـ  تحديات سياسية متمثلة في الأوضاع  الأمنية التي شهدتها بعض الأقطار العربية وهو ما تسبب في  التهديد بتنامي حالات الدول الفاشلة في المنطقة.
ـ  تحديات اجتماعية ناتجة عن إشكالية التعاطي مع طموح الأجيال الصاعدة ومتطلبات المجتمع الجديد في ظل عولمة متوحشة.
ـ  تحديات اقتصادية ناجمة عن تفاقم تأثيرات الأزمة الاقتصادية العالمية على الساحة العربية بعد التدهور الملحوظ لأسعار الثروات الإستخراجية من محروقات ومعادن الخ. 
ـ  تحديات بيئية مرتبطة بآثار تفاقم التصحر والتقلبات المناخية مع  محدودية الإجراءات الوقائية وضعف السياسات الهادفة إلى المحافظة على الوسط البيئي.

ويزداد الوضع تعقيدا في ظل  تعدد جملة من المعطيات من بينها:

  
    ـ انعدام رؤى واستراتيجيات موحدة لمواجهة هذه التحديات نتيجة غياب دور ريادي قادر على تحقيق إجماع حول القضايا المصيرية.
    ـ عدم فاعلية هيئات الأمم المتحدة  بسبب حدة خلافات القوي ألكبري (الولايات المتحدة، روسيا) خاصة على مستوى منطقة الشرق الأوسط، وتنامي الأدوار المغرضة للقوي الإقليمية نتيجة التقاعس الملحوظ لدور القوي العظمي.
     -  تعذر حل قضية فلسطين المركزية مع تمزق المشهد العربي وتعطل عملية السلام. وصعود اليمين الإسرائيلي المتطرف وتباعد الهوة بين الفرقاء الفلسطينيين. 
  -  تعطل آليات العمل العربي المشترك مع تعدد القرارات الهامة التي لم تشهد تطبيقا خاصة معاهدة الدفاع المشترك واتفاقيات التعاون الاقتصادي والاجتماعي.
و رغم كثرة "مُوقظات الإحباط" فإن جذوة الأمل لا زالت  وَقًادَةً مُتًقِدَةً لدي النخب و المواطنين الموريتانيين الذين تنعقد القمة العربية لأول مرة علي أديم إقليمهم  متطلعين إلي أن تكون قمة عربية فارقة تضع الأصبع علي أوجاع العالم العربي و تصف لها العلاج المناسب و تخطو بالعمل العربي المشترك إلي دائرة نسيان جراح الماضي، وإعادة تأسيس الثقة المتبادلة و تقدير"التحديات و التهديدات ألوجودية للعرب جميعا أمنيا وسياسيا و اقتصاديا.

 

واستشعارا لهذه التحديات و المقاصد نظم المركز الموريتاني للبحوث والدراسات الإنسانية (مبدأ) ندوة رفيعة المستوي ضمت بعض الوزراء و السفراء السابقين و الأساتذة و الباحثين  النابهين و الإعلاميين  و رموز المجتمع المدني اللامعين حول موضوع "قمة العرب بنواكشوط: الفرص و التحديات" وكانت مناسبة لتشخيص التحديات الجسام  التي تهدد بقاء بعض الدول العربية و تتربص بالبعض الآخر الدوائر كما كانت سانحة لاستشراف فرص "إنعاش"و إنقاذ و استرجاع الجسم العربي لعافيته.
وشدد المشاركون علي أن العالم العربي تَتَهدده مخاطر: تغول الاحتلال الصهيوني و الانحياز  الواضح الفاضح للقوي العالمية الكبري ضد القضايا العربية العادلة "وبغي "بعض "الخلطاء" بمنطقة الشرق الأوسط ،و سطوة الأجندات الخارجية ،وتدهور الاوضاع  الامنية   ببعض الدول العربية المحورية واستفحال وتوسع الإرهاب و الغلو والتطرف وإشكالات الحكامة السياسية الداخلية ...الخ وأكد المشاركون علي ترحيبهم  اعتزازهم  باحتضان  نواكشوط  للقمة الدول العربية    ودعوا  الي  واجب تملك القادة العرب لاستحقاقات اللحظة العربية الراهنة خلال قمة نواكشوط المرتقبة بما يتطلبه ذلك من اتخاذ قرارات شجاعة  تتصدي للتهديدات وتستجيب للتحديات .

  التوصيات

وأمام هذه الوضعية المعقدة اصدرالمشاركون  في ختام أعمال الندوة  نداء أطلقت  عليه "نداء نواكشوط"   وهو نداء مكون من مطالب فى صيغة توصيات  سيسعون جهدهم إلي تقاسمه مع كافة النخب العربية ابتغاء تشكيل رأي عام عالم ناصح و ضاغط يهدف إلي ملامسة القمة العربية المقبلة لهموم و طموحات المواطن العربي و ابتداعها لآليات استنهاض و تطوير النظام العربي ودفع العمل  العربي المشترك .

 -إعادة النظر بشكل جذري في مؤسّسات جامعة الدول العربيّة وإجراءات عملها، ومن ضمنها آليات التصويت واتّخاذ القرارات وتنفيذها.

- ـ ضرورة تعديل ميثاق الجامعة بما يضمن تفعيل مشاركة وانخراط منظّمات المجتمع المدني إعلاء القيم السامية لحقوق الإنسان ، وتعزيز مشاركة المرأة العربية والشباب العربيّ.  
-ـ بلورة رؤية  جديدة للنهوض بجامعة الدول العربية، والاستجابة للتطلعات الهادفة إلى إقامة نظام عربي  يُحصّن البلدان العربيّة ، ويضمن  تحقيق السلم والعدالة والديمقراطية والتنمية والتضامن والاندماج الاقتصادي العربييّ.

 
- تحييد العمل العربيّ الاقتصاديّ عن العراقيل السياسية.

- إنشاء "مرصد عربي للوقاية من الأزمات السياسية و الدينية و المجتمعية" يمثل "خزان أفكار و "قوة اقتراح"  ويضم فريقا مصغرا من خيرة علماء الدين والسياسة و الاجتماع .

- تفعيل قرار وزراء الخارجية العرب في26 مارس 2015 بخصوص إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة مع ضرورة استخلاص الدروس والعبر من مآل معاهدة الدفاع العربي المشترك.

- مراجعة بنية البرلمان العربيّ وإعطائه دورا تشريعياً يتجاوز المهام الاستشارية ، و إعادة النظر في الميثاق العربيّ لحقوق الإنسان ونظام محكمة العدل العربيّة  ،
     و إعادة النظر في علاقة الجامعة العربيّة بالمنظمات غير الحكومية المُمثّلة لطموحات المجتمع المدني بالبلدان العربية،

- التأكيد على محورية القضية الفلسطينية بإقامة الدولة الفلسطينية على كامل ارض فلسطين وعاصمتها القدس الشريف.

-ضرورة تفعيل الاتفاقيات العربية العربية التي تصب في اتجاه تدعيم العمل العربي .

ـ العمل على  فتح الحدود بين الدول العربية جميعها لتسهيل تنقل الأموال والأشخاص للعمالة والسياحة والدراسة وإلغاء التاشرة بين الاقطار العربية.

- اتخاذ قرارات نافذة تضمن تحرير التجارة وتحفيز وحماية الاستثمارات  وسن معايير موحدة فى مجالات  الجودة والتصنيع .
      ـ توظيف طبيعة وحجم التحديات التي تواجهها الأمة وجعلها مرتكزا لاستنهاض الهمم ومحفزا لشحذ الضمير القومي.
. إقرارمشاريع قومية ذات مردودية كبيرة مثل ربط جميع الأقطار العربية بسكة حديدية وخط بري سريع  ـ
    
- اعتماد مقاربة ناجعة لاجتثاث الإرهاب ومحاربة التطرف والغلو،و دعوة  المجتمع الدولي إلى دعم الجهود العربية في مكافحة الإرهاب واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لتجفيف منابعه للحيلولة دون توفير الملاذ الآمن للعناصر الإرهابية.

- إنشاء وتفعيل آلية لاستشراف الأزمات وتقويضها بدل الاكتفاء بتسييرها عند نشوبها .
    
اعتماد برنامج قومي للنهوض بالمرأة  والشباب، اعتماد خطط لتنمية المواهب وتشجيع الإبداع وتحفيز الابتكار. 

- اتخاذ قرارات نافذة تضمن تحرير التجارة وتحفيز وحماية الاستثمارات.

-- ضمان توفير آليات للتنسيق المحكم لتسهيل التعاطي الفعال مع المسارات التي تجمع الدول العربية بالأطراف ألأخرى

- - العمل على تحقيق إرادة الشعوب العربية  في ترسيخ حقوق المواطنة وصون الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية وحقوق المرأة وتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية وجودة التعليم وتعزيز إنتماء الإنسان العربي وفخره بهويته.

- تبنى استراتيجية لتفعيل وتمكين اللغة العربية فى الاقطار العربية .

-  توسيع دائرة المشاركة الشعبية وإعلاء مفهوم دولة القانون و ااحترام الحقوق الأساسية للإنسان وللقيم الديمقراطية.

- إقامة مراكز أبحاث مختلفة تابعة لجامعة الدول العربية.

- ضرورة فتح الحدود بين الدول العربية جميعها لتسهيل تنقل الأموال والأشخاص للعمالة والسياحة والدراسة.

   - دعوة العلماء والمفكرين في عالمنا العربي إلى تكثيف الجهود والتعاون فيما بينهم نحو التصدي للأفكار الظلامية والممارسات الشاذة التي تروج لها جماعات الإرهاب والتي تنبذها مقاصد الأديان السماوية و العمل على تطوير وتجديد الخطاب الديني بما يبرز قيم السماحة الرحمة وقبول الآخر ومواجهة التطرف الفكري والديني .

نواكشوط 27 يونيو 2016

المشاركون