ولد العزيز لابراهيم كيتا : أمنكم بأيدينا (*)

شكل اعلان الحركات الأزوادية النشطة ضد باماكو عن اتفاقية جديدة من العاصمة الموريتانية نواكشوط أبرز رسالة تتسلمها الحكومة المالية من جوارها الإقليمى خلال الفترة الأخيرة، وسط تباين الرؤي الإقليمية بشأن الطرق الأمثل لحل الأزمة الأزوادية وانهاء الصراع الدائر بالشمال.

موريتانيا الغائب الحاضر فى الاتفاقية الجديدة، أمسكت خيوط اللعبة بقوة، وجمعت كافة الفصائل العربية المعنية بالولاية الإستراتيجية الجديدة (تاودنى) بالعاصمة نواكشوط، فى رسالة بالغة الوضوح بشأن من يقرر فى الشمال المالى، كما أنها تحمل فى طياتها رسالة أخرى للمسكين بزمام الأمور فى العاصمة باماكو مفادها أن أمن جمهورية مالى يمر حتما بميزاج الفاعلين فى العاصمة نواكشوط.

ورغم أن الاتفاق ابرم دون حضور رسمى موريتانى ، إلا أن الاحتضان الذى تشعر به الحركات الأزوادية وحرية الحركة والنقل والتفكير التى منحت لها من قبل حكام نواكشوط مع بعض الوسائل المادية والعسكرية، منحت البلاد ورقة رابحة فى الشمال، وأعادت خلط أوراق المنطقة، حيث باتت نواكشوط أبرز مستفيد من بسط الإستقرار فى الشمال مالى، دون أن تنفق أوقية فيه أو تدفع بأي جندى إلى ساحة الحرب الدائرة.

يحاول ابراهيم بوبكر كيتا دون شك امساك العصى من الوسط، ويميل بقوة للمسعكر الفرنسى الراعى للقوة الإفريقية المكلفة بحماية الجنوب والقتال فى الشمال، لكن دخول أطراف أخرى على خط الأزمة خلال الأشهر الماضية  أثار له الكثير من المتاعب للدولة المالية وهز استقرارها بشكل عنيف. لكنها ربما استلم الرسالة مبكرا عبر أحداث كيدال وأخواتها، مع سياسة وخز دائمة للذاكرة ، عنوانها " أمنكم بأيدينا" فلاتجربوا عكس ذلك.

 

(*) وثيقة الأطراف المالية الموقعة خلال الفترة الأخيرة بالعاصمة نواكشوط