نجــــاح قــــمة الأمـل إنجاز ضمن إنجازات تحسب لقائد الأمـل

بقلم الدكتور : محمد/ الشيخ / با سي

لطالما أبعدت مداد قلمي عن الكتابة حول المواضيع السياسية،  خوفا من الغرق في بحر لا أجيد السباحة فيه، لكن هذه المرة اسمحوا لي أيها الساسة حكاما ومحكومين ، موالاة وأغلبية ومعارضة ، أن أعبر عن بعض مما يدور في خلجات نفسي، وأعتقد أنه يدور في خلجات نفوس الكثيرين منكم أيضا ،  طالما أن الشعور الذي ينتابنا جميعا هو شعور واحد والإحساس أيضا هو نفسه، ما أريد التعبير عنه ـ وأعتقد أن الكثير من  المستقلين المهتمين  بالشأن العام  يشاطرونني فيه أيضا ـ هو الإصلاحات والإنجازات  الكبرى التي تحققت منذ فترة تولى ما يمكن أن نطلق عليه القائد المقدام، باني الجمهورية الإسلامية الموريتانية الحديثة، الجنرال محمد ولد عبد العزيز ، تلك الإنجازات التي لا يمكن نكرانها إلا من طرف شخص جاحد مكابر لا يرى من الكأس إلا ما فرغ منها.

إن أكثر المتفائلين منا لم يكن يعتقد أنه وفي فترة وجيزة من حكم فخامته سيتحقق للبلد ما حقق لحد الساعة ، لقد حول هذا القائد خيبتنا  إلى أمل وأملنا إلى واقع ، فقد ذلل الصعاب ، وأنجز كثيرا مما وعد  به ، وهو يخوض غمار حملاته الانتخابية ، يظهر ذلك جليا من خلال إصلاحات ونجاحات طالت مختلف الميادين، وببصمة خاصة لفخامته ، قد يقول قائل إنما أقوله مجرد كلام ، وقد يتساءل متسائل عن مظاهر وتجليات هذه الإصلاحات والنجاحات؟

.إن إجابتي وتوضيحي لكليكما ـ ولكم أن تحكموا ـ  ستتكون من خلال محورين اثنين: أحدهما يتعلق بإصلاحات ونجاحات  حية عرفتها موريتانيا داخليا ، والآخر يتعلق بإصلاحات ونجاحات ذات بعد إقليمي ودولي كلها تصب لمصلحتنا كموريتانيين .

على المستوى الداخلي: تصدر إعلان الحرب على الفساد والمفسدين أكبر إنجاز انتظره الموريتانيون طيلة عقود من الزمن ، فقد غيرت هذه  الحرب ثقافة المواطنين تجاه استنزاف المال العام، و استعادة الدولة لهيبتها ، الأمر الذي نتج عنه توفير مبالغ مالية طائلة مكنت حكومتي فخامته من تجسيد إرادته الرامية إلى تحقيق نهضة تنموية شاملة ، فعبدت الطرق، وبنيت المطارات والمستشفيات والجامعات والموانئ، وأنشئت ثانويات عديدة للامتياز كانت البلاد في أمس الحاجة إليها ، هذا فضلا عن إصلاح نظام الحالة المدنية ، من خلال نظام بيوم تري يتماشا مع متطلبات العصر ، وقد عرف  مجال الشؤون الإسلامية والإعلام  الإسلامي أيضا نجاحات عديدة، أهمها المصحف الموريتاني، وجامعة العلوم  الإسلامية بلعيون، وقناة المحظرة وإذاعة القرآن الكريم وتكريم علماء البلد..، هذا إضافة إلى خلق مشاريع تدخليه هامة لمكافحة الفقر ومساعدة المحتاجين من ساكنة البلد في ظل أزمة دولية خانقة ، شكل برنامج أمل وإنشاء وكالة للتضامن أساسها، وفي نفس السياق تمت محاربة العبودية من خلال إصدار قانون جنائي تكميلي، تضمن مقتضيات زجرية رادعة لكل من يمارس جريمة الاستعباد ، وقد اعتبر هذا القانون ممارسة الرق جريمة ضد الإنسانية  غير قابلة للتقادم ، وأكملت هذه المحاربة بخلق جهاز قضائي خاص، مهمته الأساسية متابعة ومحاكمة مرتكبي جريمة الاسترقاق ، كما شهدت فترة تولي قائد الأمل فخامة رئيس الجمهورية أيضا اهتماما خاصا بالشباب ، فقد أنشأ مجلسا أعلى للشباب، واكتتب العديد من الشباب في الإدارات العمومية، ما مكن العديد من الشباب من الولوج لمناصب مهمة في الدولة، لم تكن متاحة من قبل، إلا لأصحاب النفوذ، وبطرق المحسوبية والزبونية المقيتة.

وفيما يتعلق بالنجاحات والإصلاحات ذات الأبعاد الدولية، فقد استطاع فخامته أن يغير من نمط الصورة القاتمة التي كانت تنظربها الدول إلى الجمهورية الإسلامية الموريتانية كشريك ثانوي منسي، إلى شريك فعلي اجيوستيراتيجي لا غنى عنه  ،  وعلى ضوء ذلك تولى  فخامته رئاسة الاتحاد الإفريقي ، تلك الرئاسة التي شهدت نشاطا غير مسبوق في حلحلة العديد من المشاكل التي تعانيها القارة الإفريقية، كمشكل مالي وبوركينا افاسو ... ، وقد استطاع سيادته أن يخلق تكتلا أمنيا، من خلال ما بات يعرف بدول الساحل والصحراء، لمواجهة تحدي الإرهاب والجريمة المنظمة ،  يضاف إلى كل ما ذكر  قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني ـ بعد تطبيع دام لسنوات عديدة ـ ، والحضور اللافت للكوادر الوطنية في المنظمات الإقليمية  والدولية كشركاء فعليين في البناء التنموي، والمساهمة في حل النزاعات الدولية، كل ذلك بتوجيه وتعليمات من سيادته ،  لقد توجت هذه الإنجازات أخيرا بإعلان انواكشوط عاصمة للعرب، بعد أن عمت معظم  العواصم العربية الفوضى، وأصبح الكل يخشى من ظاهرة ما أسميه الجحيم العربي والضربات الإرهابية، تلكم الضربات  التي لا يمكن أن تسلم منها إلا الدول التي لها قادة أمل يضعون استيراتيجيات،  لا تركز على الجوانب الأمنية وحدها في حل مشكل الإرهاب، بقدر ما تركز على كل الأسباب التى تؤدي إلى نشوء  هذه الظاهرة، سواء كانت هذه الأـسباب سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية  أوغيرها،  وهذا ما نبه عليه فخامته القادة العرب، وحثهم على تبنيه والأخذ به، لأن مواجهة هذا النوع من الإجرام بالأساليب الأمنية والأداة الزجرية وحده لا يكفي، وأثبت فشله على أكثر من صعيد.

إن نجاح قمة الأمل علي جميع المستويات ـ رغم المدة الوجيزة التي خصصت للحكومة من أجل  الاستعداد لها  ـ يعد مفخرة لنا جميعا كموريتانيين ، وهو إنجاز سيسطر في سجلات التاريخ لفخامة قائد الأمل رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز،  الذي نحن مدانون له على تحقيق كل هذه المكاسب، سائلين المولى أن يوفقه لما فيه خير البلاد والعباد، وأن يديم عليه صحته وعافيته، وأن يرزقه البطانة الصالحة التي تعينه على كل خير وتبعده عن كل شر ،والحمد لله رب العالمين.