لقد التأمت فى نواكشوط القمة العربية على مستوى القادة العرب يوم 25 من الشهر الجارى , بعد أن تمت الاجتماعات المرتبة لذلك على مستوى الخبراء و الممثلين الدائمين. حيث تميزت عن سابقاتها بأنها تمت داخل خيمة عربية و فى بلد عربى بحق دون أن ينقص ذلك من عروبة الأخوة الاخرين شيئا.
حصل الكثير من اللقط حول القمة والخيمة وكأن الأمر يحصل لأول مرة فالقمم فى العالم تتم تحت الخيام أو فى قاعات يتم تركيبها للغرض , دون أن يكون فى العالم المتحضر اليوم جدال حول أين تقام الاجتماعات و أنما ما يتم النظر الى ما يتم توفيره للمؤتمرين من حيث التجهيزات ونوعية مخرجات القمة.
لقد كان يرجى من قمة خيمة العرب أن يبقى الأمل قائما حول وجود الية حاضنة للعرب لأنه ما كنا نخشاه هو أن تكون الجامعة فى خبر كان , لما يعيشه أخوتنا فى العالم العربى اليوم من حروب على مستوى البلد الواحد و وتشرذم و تنافر على مستوى العلاقات العربية - العربية.
اما الميزة الثانية لقمة الأمل بشنقيط فهو بقاء الأمل قائما بأن يكون حل المشاكل القائمة على مستوى البلاد العربية يمكن من خلال الحوار بين الفاعلين السياسيين فيها دون التدخل العسكرى الأجنبى الذى لا محالة ستكون نتائجه وخيمة على الوطن العربي بشكل عام , على أن تتم المتابعة الفعلية لهذه التوصيات من خلال دعم المشاورات القائمة فى الكويت الشقيق حول وضع اليمن السعيد و التواصل مع الفرقاء اللبيين الى أن يتم الاعتراف و التوافق حول حكومة التوافق الليبية ويتم تفعيل وتطبيق القرارات المتخذة فيما يتعلق بالمتحاورين حول الملف السورى.
لقد خرج اعلان نواكشوط بقرارات فى غالبيتها تتماشى وواقع علمنا العربى اليوم , حيث أقر و أكد بأن القضية الفلسطينية لا تزال قضية الأمة المركزية وبأن يتم تفعيل الاليات الكفيلة بحلها و الترحيب بالمبادرة الفرنسية على أن تلعب موريتانيا دورا متميزا فى هذا الاطار.
لقد أستشعر قادة الأمة أهمية اللغة الأمة فى تنمية الشعوب , وهو ما فقهت أمم قبلنا و عملت على ان تعتمد فى التكوين والبحث العلمى لغتها الأم مع تطوير ملكات كوادرها فى اللغات الأخرى و حققت بذلك نجاحات مهمة و مميزة كالصين وكوريا اليابان و غيرهم ...
أما فى الجانب الاقتصاد فقد كانت التوصية بخصوص تشغيل الشباب و تطوير الشركات الصغيرة والمشاريع المدرة للدخل أمر هام يجب أن توضع له اليات فى المستقبل , على أن يتم فى المستقبل القريب وضع الية على مستوى المجلس الاقتصادى والاجتماعى تمكن من و ضع تصورات كفيلة بأن يكون جانب اعلان انواكشوط المتعلق بالجانب الاقتصادى بداية تكامل اقتصادى يحسب للرئاسة موريتانيا.
فيما يتعلق باستفادة بلادنا من القمة نجد أن الطبقة السياسية فى البلد مشكورة أجمعت ودعت الى انجاح القمة من قبل جميع المواطنين معبرة عن وعى ووطنية منقطعة النظير كانت متوقعة , كما مكنت قمة الأمل من التعريف بموريتانيا اعلاميا بثقافتها و تراثها ومقدراتها الاقتصادية.
تعليقا على بعض الثرثرة التى كانت من بعض الأخوة بهدف التشويش والتى أعتقد بأن الحكومة الموريتانية تعاملت معها بعقلانية و بدون عقد , فعروبة الموريتانى تكمن فى قدرته على التحكم فى مخارج الحروف وشعوره بأنات أخوته العرب أين ما كانوا و بتقاسمه معهم اهتماماتهم وتطلعاتهم دون ان يكون ذلك يتأثر بنظرتهم اتجاه ساكنة شنقيط.
بشكل عام يمكن القول بأن القمة كانت ناجحة من حيث التنظيم و التمثيل , حيث حضر قمة الأمل عدد معتبر وأكثر مما كان فى المتوسط يحضر القمم الماضية. كما لم يكن مقبولا من بعض الصحافة العربية ما حاولت دون نجاح ابرازه من ضعف الأمن على مستوى البلد و اخرى حاولت جادة أن تظهر عاصمتنا غير قادرة على استضافة ضيوف موريتانيا مدفوعة فى ذلك بأجندة أخرى , و قد أتضح أن موريتانيا قادرة على استضافة قمة الأمل وحسب المعايير المتعارف عليها.
لقد كسبنا فى موريتانيا رهان تنظيم قمة الأمل بنجاح , على أن يكون ذلك بداية للتفكير فى ما يجب وضعه من اليات تمكن من أن تكون رئاستنا للجامعة متميزة وتعطى نتائج ملموسة تسجل تاريخيا لموريتانيا. حيث يجب أن نفهم بأن الأمر بالغ الصعوبة نتيجة المشاكل المطروحة على الساحة العربية اليوم , مما يدعو الى تنقية الأجواء السياسية على مستوى البيت الداخلى و الانطلاق برؤية جامعة منطلقة من طموحنا فى موريتانيا لوطننا العربى الكبير وتأخذ فى عين الاعتبار بعدنا الافريقى و ثراءنا الثقافى.
و فى الأخير يجب أن ننطلق فى ادارتنا للملفات المطروحة بثقة عالية فى قدرتنا على تقديم ما عجز عنه الاخرون , وذلك من خلال تحليل القضايا المطروحة بتبصر وروية وبعد نظر , راجين من الله العلى القدير التوفيق بما فيه مصلحة بلدنا وأمتنا العربية الاسلامية.
محمد أحيد ولد اسلم (أستاذ الاقتصاد بجامعة نواكشوط)