أزمة الكهرباء تعصف بصورة الحكومة والرئيس

أحياء كاملة بلا كهرباء لأكثر من خمس ساعات، ومساجد معطلة عن الذكر والدعوة للصلاة، ومطار دولى معزول عن العالم، وفنادق ومراكز صحية يشكوا زوارها من تجدد انقطاع الخدمة كل مرة، وشوارع رئيسية مظلمة، وسفارات غربية وعربية تعيش فى ظلام دامس .. تلك أبرز ملامح صورة العاصمة نواكشوط 2016.

 

أكثر من 180 مليار أوقية أنفقتها الحكومات الموريتانية المتعاقبة على قطاع الطاقة بموريتانيا منذ وصول الرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز للرئاسة، ووعود لدول الجوار بفائض من الطاقة لحل مشاكلهم المزمنة، لكن مع ذلك لاتزال الحكومة الموريتانية عاجزة عن تأمين الخدمة لمواطنيها داخل العاصمة نواكشوط لخمسة أيام دون انقطاع.

 

يهجر السكان منازلهم كل ليلة باتجاه المناطق الصحراوية المجاورة أو الشوارع الرئيسية، الجميع يدرك أن الكهرباء معرضة للإنقطاع كل دقيقة، وزهد فى شراء الأدوية والأغذية بكميات معتبرة ، ففسادها شبه محسوم فى ظل غياب أي ضمانات حكومية بشأن الطاقة، بينما يتجاهل الرئيس والحكومة واقع العاصمة السيئ، وتسير وزارة الطاقة وتسير بطاقمها المعتاد، مع كثير من الحديث عن التحول الحاصل بالشبكة الكهربائية داخل البلد.

يجزم البعض أن الرئيس على علم بالتفاصيل، لكن البعض الآخر يعتبره ضحية لتقارير كاذبة وأرقام مغلوطة، ويرى أن عامل الوقت قد لايسعف الممسكين بزمام الأمور من أجل مواصلة اللعب بالرئيس ومصالح البلد، بينما بات البعض – بفعل المرارة المستحكمة لديه- يشعر بقلق بالغ من أن تكون الحكومة متضامنة مع القطاع الفاشل فى تدبير شؤونه، ومكتفية بمد السكان بأرقام غير مشفوعة بواقع على الأرض، والحديث عن تصدير للكهرباء جد وشيك، بينما تغرق أحياء العاصمة الراقية والسيئة فى الظلام كل ليلة دون استقالة وزير أو مدير أو رئيس مصلحة أو الاعتراف بوجود تقصير أو خلل فى التوزيع أو الإنتاج أو التحكم !.