استنفار دولة من أجل مهرجان مرشح

استنفرت الحكومة دوائرها الخدمية والأمنية من أجل إكمال الترتيبات الضرورية لعقد مهرجان الحملة الدعائية للرئيس الموريتاني محمد لد عبد العزيز بمقاطعة توجنين بالعاصمة نواكشوط.

 

وقال مندوب لموقع زهرة شنقيط إن الملعب البلدي المهجور منذ عشر سنوات،دبت فيه الحياة خلال الأيام الماضية بعد أن قرر الرئيس عقد مهرجانه بأحياء الترحيل، وقد أختار القائمون علي الحملة ملعب حي السعادة الواقعة شرق مقر الحماية المدنية للاحتفال بفعل انعدام أي ساحة عامة بأحياء الترحيل.

 

الحكومة قررت الزج بأغلب أذرعها الخدمية لمواجهة الواقع المر للمنطقة قبل أيام من عقد المهرجان، حيث استنفرت المجموعة الحضرية (تحت وصاية الداخلية) من أجل ترحيل أطنان القمامة المنتشرة في الملعب وواجهته الغربية والشمالية، بعد أن كانت تلك الساحة مخصصة كمكب شعبي للنفايات بفعل غياب أي جهة مسؤولة عنها منذ عقد من الزمن.

 

وقد نجحت المجموعة الحضرية في سحب أغلب المكب، وطمر بعضه في التراب ضمن سياسة تعتمدها المؤسسات الحكومية لتجاوز التحدي المفروض عليها بشكل طارئ.

 

غير أن العقبة الثانية كانت في المنصة الرسمية، حيث تبين أن منصة الملعب متقادمة ومعرضة للسقوط في أي وقت، لذا تقرر بناء منصة عادية للرئيس مساعديه في الجانب الشمالي من الملعب البلدي، رغم انهيار الحائط من الشمال والغرب.

 

وقد حطت عدة شاحنات في الملعب لترميم بعض جوانبه، وتهيئة الأرضية، مع حشد أكبر قدر ممكن من المقاعد والأسرة للجمهور، خصوصا نخبة الداعمين للرئيس من أعضاء الحكومة والإداريين والمنتخبين.

 

ولئن الملعب يعتبر أكبر ساحة للجريمة بمقاطعة توجنين (حي السعادة) فقد اضطر القائمون علي النشاط إلي الاستعانة بسيارتين من الدرك لتوفير الحماية للعاملين في المنطقة والآليات المتناثرة علي أرضية الملعب.

 

انتقال شركة ..

 

الشركة المكلفة بالكهرباء في موريتانيا وبعد سنوات من الإهمال أدرك حاجة الملعب للكهرباء، فقررت خرق قواعد الحياد، ودفعت بعدة فرق إلي الساحة المخصصة لمهرجان أحد المرشحين لتوفير الإنارة من خلال رفع 39 عمود إنارة داخل الملعب المتهالك علي نفقة الشركة كمساهمة في إعادة انتخاب الرئيس، ولرفع الكلفة والحرج عن القائمين علي المهرجان.

 

وقد شاهد مندوب (زهرة شنقيط) سيارات تابعة للشركة التي يديرها حاليا صديق الرئيس بعد أن أقيل مديرها الشاب محمد ولد بلال تحت تأثير بعض الضغوط الخارجية قبل شهر من الآن.

 

وتناثرت بعض الأعمدة الأخرى علي الشارع الرئيسي وسط إقبال من سكان الحي علي مشاهد العمل الأكثر جدية في المقاطعة منذ خمس سنوات كاملة.

 

ويقول سكان الحي القاطنين فيه منذ ترحيلهم إبان حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع  إن الحكومة ظلت تتجاهل تلك المنطقة، وإن أول اهتمام بها كان سنة 2011 حينما صادر قطعا أرضية لبعض الفقراء بحجة عدم اعمارها، ومنحتها لآخرين أغلبهم من أقارب رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز أو أقارب أعضاء الحكومة.

 

ويأمل أن يستمر الاهتمام به بعد انتهاء مهرجان الرئيس يوم الخميس القادم.