تعيش المناطق الشرقية من موريتانيا (الحوضين ولعصابة) أزمة بنزين حادة بفعل إضراب السائقين، وعجز الحكومة الموريتانية عن حل المشكلة العالقة منذ أكثر من سنتين بين وزارة النقل الموريتانية والعاملين في مجال النقل، خصوصا من أصحاب الصهاريج.
ويأتي قرار الإضراب في وقت حرج بالنسبة للحكومة الموريتانية والشارع الموريتاني عموما، حيث تقرر الإضراب قبل أيام قليلة من الافتتاح المدرسي، وعودة آلاف الأسر إلي العاصمة نواكشوط.
الوزير الأول يحي ولد حدمين أو ملك وزارة النقل الموريتانية غير مستعجل في حل الأزمة الخانقة، ورجاله في القطاع يعرفون كيف يخنقون الوزير الجديد اسلكو ولد أحمد ولد إزدبيه المرشح لخلافته في المنصب الحالي، بعد أن خلفه في الوزارة ضمن تعديل حكومي هو الأسوء بموريتانيا منذ أشهر.
ولا يستبعد البعض أن يكون الوزير الأول وراء تحريك القطاع لقلب الطاولة علي الوزير الجديد الذي حاول نبش ملفات حساسة داخل قطاع النقل الموريتاني، كان يديرها بشر يأكل الطعام ويمشي في الأسواق.
الوزير الأول يحي ولد حدمين بادر إلي ارباك الوزير الجديد من خلال سحب مستشاره المكلف بأغلب الملفات ابان فترة ولد حدمين وأحد رجال المهات السرية بالقطاع المثقل بالهموم.
ويحاول ولد إزدبيه الغارق في أوحال القطاع لملمة أوراقه لمواجهة أباطرة النقل المضربين، بينما يشتد الخناق عليه مع ضغط التقارير القادمة من الداخل عن أزمة النقل والصهاريج، وندرة البنزين في المناطق الشرقية.
ويري البعض أن رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز هو الوحيد القادر علي فك الخناق عن مدير ديوانه، وأن محاولة الاغتيال السياسية للوزير اسلكو ولد إزدبيه قد تنجح مالم يحدث انفراج عاجل للأزمة بتدخل من الرئيس أو تراجع من الوزير الأول المرتاح لتخبط خليفته وأبرز منافسيه.