أبرز انقلابيي بوركينا فاسو : الحرس الرئاسى لديه أخطاء لكنه إيجابيته أكثر (*)

قال الجينرال جيلبرت دياندري إن الحرس الرئاسى ببوركينافاسو كانت لديه أخطاء، لكن إيجابيته أكثر، وسيتم اكتشافها مع الوقت، معتبرا حل الكتيبة ودمجها فى الجيش خطأ.

وأعتبر القائد العسكرى السابق لكتيبة الحرس الرئاسى والمتهم بتدبير انقلاب سبتمبر 2015 فى مقابلة مع اذاعة الحرية فى بوركينا فاسو أن جبريل باسولي لاعلاقة له بالمحاولة الانقلابية، رغم أنه قد يكون مستفيدا من انقلاب الجيش بحكم اقصائه من السباق الرئاسى.

وهذا نص المقابلة :

الجنرال جيلبرت دياندري: كنت أتمنى أن يتغلب الحوار على العنف الدائر، لكننا لمحاولة نتمكن للأسف من التحاور.

 

إذاعة الحرية: ماهي حالتكم النفسية إزاء بيان الحكومة القائل إن القصر قد حرر، وإن مخططا سيتم وضعه الآن

الجنرال جيلبرت ديندري: فزعت قليلا بسبب ما حصل هذا المساء. في الواقع تم قصف ثكنة "نابا كوم" بمدفعيات ثقيلة، لكنني لم أكن في عين المكان، لذلك لا أعرف عدد القتلى والجرحى.

إذاعة الحرية: لماذا فزعت

الجنرال ديندري: فزعت، لأن ما حصل كان عنفا كبيرا. كنت أتمنى أن يتغلب الحوار على العنف الدائر، لكننا لم نتمكن للأسف من التحاور. أتقدم بالتعازي إلى الأسر المكلومة.

إذاعة الحرية: هل أنتم تحت وقع الصدمة

الجنرال ديندري: نعم أنا تحت وقع الصدمة قليلا، لأن هذا لن يؤدي إلا إلى المزيد من تعقيد الوضع، وسينضاف للأحداث السابقة.

إذاعة الحرية: هل تتحمل أنت جزءا من المسؤولية

الجنرال ديندري: نعم، ما حصل يعقب أحداث 16 سبتمبر، وأنا أتحمل المسؤولية.

 

إذاعة الحرية: عملية نزع السلاح التي انطلقت في 25 سبتمبر كانت متقطعة، وهذا كان بسببكم، إثر ردة فعلكم على بعض عناصر الأمن الرئاسي التي رفضت نزع السلاح

الجنرال دندري: أنا لاحظت فقط أن الرجال كانوا غير مرتاحين بشأن الفعل الذي جعلهم يعترفون بالكثير من الأشياء، ولم يتلقوا أي شيء خلال العودة. بل العكس حينما عادوا وجدوا هيئاتهم قد احتلت، وتم تحويل بعضهم، خصوصا العناصر التي اعتقلت بالعاصمة واغادوغو، كما تم تهديد بعض عائلاتهم، وهو ما ولد لديهم مستوى من الإحباط، والغضب، وجعل بعضهم يؤثر توقيف عملية نزع السلاح، والانخراط في التفاوض بحثا عن ظروف جيدة، لكنني لم أتعرض لأي منهم في هذا المجال.

إذاعة الحرية: الحكومة ترى أنك والجنرال جبريل باسولي دبرتم مقاومة

الجنرال دنديري: لا هذا غير صحيح بالضبط، فالجنرال جبريل باسولي لم يكن على اتصال بمجموعة الأمن الرئاسي، أما أنا فكنت على اتصال بهم، وكانوا يعتبرونني شخصا - مصدرا يسديهم النصائح أحيانا. وهو ما جعلني والجنرال جبريل نتهم بنية استقدام الجهاديين إلى أرض الوطن من أجل دعم عملية الجيش.

 

إذاعة الحرية: ستصرحون بأن مجموعة الأمن الرئاسي لن تشعر في المرحلة الانتقالية، وبأنها ستحال للسلطات الجديدة المنتخبة لتقرر مصيرها

الجنرال ديندري: لست المسؤول عن هذه المقاومة، رغم أنني اقتربت منهم بعض الأحيان لفهمهم ومساعدتهم. صحيح أنني دافعت عنهم في بعض اللحظات، لكن ذلك لا يعني أنني كنت عقل المقاومة. في صبيحة الثلثاء 29 سبتمبر 2015 وحينما أخذ الجنود قرارا بالدفاع لم أكن موجودا، وقد اتخذوا بعض الإجراءات، فخرجوا من الثكنة وقاموا ببعض النشاطات.

الجنرال جلبرت ديندري: لم أقل قط عكس ذلك، سوى أنني نظفت يدي. وقلت إن بعض الإجراءات كانت قد اتخذت ولا علاقة لي بها.

إذاعة الحرية: ما الذي يعنيه تصريحكم أن الانقلاب انتهى، وبأن هدفكم الرئيسي عدم فتح الأحداث التي ارتكبت. وفي الأخير فإن رجالكم لا يصغون إليكم، رغم أن أسسوا مقاومتهم بناء على نصائحكم وملاحظاتكم كما قلتم؟

الجنرال جلبرت ديندري: في الواقع المقاومة ليست مرتبطة بالانقلاب، لأن الجنود كانوا ينتظرون عناصر أخرى الذين قد يلتحقوا بركبهم من خلال الاتفاق الموقع بإشراف من المجلس الوطني الديمقراطي. ينتظرون مثلا بعض الإجراءات كالتحويل، والتجريد أن تأتي متأخرة، وهو ما لم يتم للأسف، وتسبب في خلق انزعاج لديهم.

إذاعة الحرية: الجنرال جبريل باسول المتهم معك اعتقل في 29 سبتمبر كيف كانت ردة فعلك

الجنرال جلبرت دندري: صحيح أن الانقلاب سيسهم في تحسين وضعيته، لأنه كان مترشحا، لكنه لم يكن معنا، ومن اتهموه لدبهم أسبابهم.

إذاعة الحرية: بخصوص انقلاب 17 سبتمبر، أوضحت بعض المعلومات وجود جناح سياسي، شكله رجال سياسيون فيما تمثل دعمكم

الجنرال جلبرت دندري: سننتظر بذلك العدالة، لأنني لا أريد البدء في إماطة اللثام عن كل شي. ولا أريد تحريك راكد المياه.

إذاعة الحرية: الانقلاب حضر، وكان دورك هو إزاحة أوغست باري من الحكومة على اعتبار أن وجوده قد يؤثر على الانقلاب

الجنرال جلبرت دنديري: لا هذا لا علاقة له بما حصل. لا أريد الإجابة على السؤال.

إذاعة الحرية: فرقة تأمين الرئاسة في الواقع تم صهرها، ما هو شعورك

الجنرال جلبرت دندري: لقد دافعت كثيرا عن هذه الفرقة. صحيح أن لديها أخطاء، لكن لديها كذلك الكثير من الإيجابيات، وحل هذه الفرقة سيخلق الكثير من المشاكل قد نلاحظها لاحقا.

إذاعة الحرية: رصيدك ورصيد زوجتك تم تجميدهما. ما تعليقك

الجنرال جلبرت دنديري: سأضعهما تحت تصرف عدالة بلدي.

إذاعة الحرية: متى ستذهبون إلى العدالة

 

الجنرال جلبرت دندري: لست أدري بالضبط، لكنني لن أتأخر كثيرا، لكن قبل ذلك أود ضمان أمني.

إذاعة الحرية: هل ستغادرون البلاد

الجنرال جلبرت دنديري: لا أريد أن أغادر البلاد، سأكون تحت تصرف بلدي.

إذاعة الحرية: وفق معلومات كنتم تسعون إلى المغادرة نحو الولايات المتحدة الأمريكية، وتم رفض ذلك

الجنرال جلبرت دنديري: لا أريد الإجابة على هذا السؤال.

إذاعة الحرية: إلى أين ستذهبون.

الجنرال جلبرت دنديري: لا أريد أن لا أجيب على هذا السؤال، لكن أنا دائما في وطني.

 

إذاعة الحرية: أي شعور ينتابكم اليوم بعد البناء والانقلاب.

الجنرال جلبرت دنديري‫: أشعر بخيبة أمل.علينا أن نتفادى الانقلابات

لأن ذلك يسهم في تقليص المشاكل.

إذاعة الحرية: مالصورة التي تريد للبوركينيبن رسمها عنك.

الجنرال جلبرت دنديري: لا أريد رسم تلك الصورة.

إذاعة الحرية: بوركينيون عديدون يرون أنكم تجسدون الجانب المظلم لنظام كومباوري لأنكم كنتم في قلب الأسرار

الجنرال دنديري: الكثيرون لا يعرفون، ولا يقومون بسوى الافتخار بما يحكى.

 

إذاعة الحرية: اغتيال توماس سانكارا اكتوبر عام 1987، مؤامرة لينغاني وهينري زونغو، واغتيال الأستاذ عمار ويدراوغو بتهمة الجرائم... أنتم لستم أجانب

 

الجنرال جلبيرت ديندري: في الواقع الكل سيعرف حقيقة كل ذلك.

إذاعة الحرية: في محاكمة ويدراووغو قلتم إنكم تسامحونه، وحينما تعرض منزلكم للتدمير قلتم إنكم تسامحونه، والآن مع الانقلاب، وقدمتم اعتذاركم هل أنتم صادقون

 

الجنرال جلبرت دنديري: لا يعني بالضرورة إن سامحنا مرة أو اثنتين أننا غير صادقين.

 

إذاعة الحرية: الكثيرون يعتقدون دائما بوجود صراع بينكم وزيدا، وأنه لم ينجح في تحريك ذلك، هل يوجد تنافس بينكما؟

الجنرال جلبرت دنديري: لا يوجد أي تنافس بيننا، نحن قادمون من نفس المنطقة، بيننا بعض الخلافات بشأن بعض النقاط، لكنها لا ترقى إلى مستوى المشاكل الشخصية، إذا لا يوجد تنافس بيننا.

إذاعة الحرية: كيف ترون مستقبل بوركينافاسو

 

 

الجنرال جلبرت ديندري: سيجري حوار، لأن غياب الحوار يؤدي للكثير من الصعوبات، فبالحوار يكون التشاور والتفاهم المتبادل، وبذلك يحصل التوافق.

 

للإطلاع على المقابلة من المصدر اضغط هنا