مرثية الشيخ الددو لفقيد الدعوة الشيخ سليم رحمه الله

كتب العلامة الشيخ محمد الحسن الددو أبيات شعرية رثاء لفقيد الدعوة الإسلامية العالم والمربى الفاضل سيدي محمد ولد المصطفى (سليم) الذي وافاه الأجل المحتوم بعد إصابته بعد وعكة صحية ألمت به في المملكة العربية السعودية.

نص المرثية:

نم في جوار حبيبك المختارِ

وأْمنْ به وانعم بخير جوارِ

قد طال ما أحببته ونصرته

وقفوتَه بتتبع الآثارِ 

أحببت سنته رويت صحيحها

روّيتَ منه طالب الأخبارِ

وتديم ذكر المصطفى فتثير بالـ

ـبال الغرام بدمعك المدرارِ

بكتاب ربك كنت دأبا تاليا

متدبرا أُصُلًا وبالأسحارِ

قد كانَ هِجِّيراك لاتنساهُ بل 

تتلوه في حضرٍ وفي الأسفارِ

فتُثوّرُ القرآن ثم تثيرِ ما

يُثْريهِ من نُكت ومن أنوارِ

فحروفه وحدودُه محفوظةٌ

في قلبك الحيِّ السليمِ القاري 

تمشي إلى الحرم الشريف

مبكّراً متدثراً بسكينة ووقاري

وتقيمُ فيه خاشعًا متواضعا

متحلّيًا ببساطة الأخيارِ

فإذا رجعتَ فأنت أكرمُ مُنْزِلٍ

للضيف أرعى مكرمٍ للجارِ 

إن يقفل الحجاج يأتك مثلهم

أبدا من العُمّارِ والزّوّارِ

وإذا دعا داعِ الندى بادرته

بإجابةٍ تُعفي أبا المغوار

قد كنتَ في ركبِ الدّعاةِ مجلّيًا

بالسبق تستولي على المضمارِ

ومن العلوم كسبتَ حظًّا وافرًا

وبثثته بمحاضرِ الأمصارِ

فغدوتَ صدرًا في الأنام مقدّما

في العلم ملءَ السمعِ والأبصارِ 

لكنّما الأعمارُ ظلٌ زائلٌ

ونفوسُنا ضمن الجسوم عواري

كل امرئ منا يسير لموعدٍ

يحدو به قدرٌ من الأقدارِ

فالله يرحمُ ميتنا ويُحِلّه 

من جنة الفردوسِ خير قرارِ

وعلى النبيّ من الإله صلاته

وسلامه مع آله الأطهارِ

والصّحْبِ والْقافينَ نيرَ سبيله

والوارثين بسائر الأعصارِ .