هل انخرطت المعارضة فى حوار سري مع الرئيس؟

تشير التسريبات الواردة من دوائر الأغلبية والتصريحات المتداولة لعدد من رموز المعارضة خلال الفترة الأخيرة إلى وجود حوار قائم بين عدد من التشكيلات السياسية المعارضة والحكومة الموريتانية أو بعض الدوائر فيها، خارج المسار المعهود (المنتدى +مولاي)، وسط حالة من الغموض تلف هوية المشاركين فيه والأهداف المرجوة منه.

ورغم تباين التصريحات التى أدلى بها زعماء المعارضة، بين متمسك بالممهدات ( بعد مراجعتها)، وبين متجاوز للطرح القائم إلى نقاش تفصيلى يحاول أصحابه رسم مسار الحوار ووضع إطار شامل له، وتحديد المشاركين والملفات المثارة، إلا أن الأغلبية أختارت الصمت، وتوارى أبرز الفاعلين فيها عن الأضواء، بينما ألغى الوزير الأول يحي ولد حدمين راحته السنوية فى الحوضين، وأختار الرئيس التحول إلى قصر الرئاسة بنواذيبو من أجل متابعة الحراك الجارى عن قرب، ضمن حراك يهدف ربما لإنضاج المشهد الحالى قبل فاتح سبتمبر، واتخاذ التدابير للدخول فى حوار معلن مع مجمل الأطراف، أو حوار جزئي وسريع مع الأطراف المقربة من الأغلبية أو الفاعلة فيها.

وتجزم بعض مكاتب الأحزاب السياسية الفاعلة فى المعارضة وبعض الأحزاب الشريكة فى المنتدى أن الحوار لايزال يراوح مكانه، وأن النقاش لايزال على مستوى التشكيلات الحزبية بغية اختيار مناديبها، لكن إصرار بعض الزعماء الفاعلين فى المعارضة على الاستقرار فى العاصمة خلال فترة الخريف، والتهدئة الملاحظة فى الشارع، ومستوى الرتابة القائم داخل الأغلبية يكشف عن وجود طبخة سرية، ربما تمهد لانفراجة سياسية فى المشهد وتحضر القوى الفاعلة فى الساحة لانتخابات تشريعية وبلدية جديدة.