شكل تصريحات الوزير الناطق باسم الحكومة الموريتانية محمد الأمين ولد الشيخ الأخيرة قمة السخرية من الدستور الموريتانى ( أعلى وثيقة قانونية فى البلد)، حينما وصف المواد المحصنة فيه بأنها "أغنية ممجوجة"، معرضا فى الوقت ذاته بالقوات المسلحة الموريتانية التى أطلق عليها لقب "جماعة 2006".
لكن الغريب فى الأمر هو تعامل أحزاب المنتدى والتكتل مع تصريحات الوزير، وترك الساحة الإعلامية والسياسية للأحزاب المحاورة التى رفعت عقيرتها رفضا للمساس بالمواد المحصنة، ولوحت بتقديم الوزير للمحاكمة بتهمة ازدراء الدستور والسخرية من العقد الإجتماعى الذي يعتبر الضامن لسير كل المؤسسات داخل البلد.
تصريحات غامضة وغير صريحة لوزيري الاقتصاد والمالية والعدل كانت كافية لإشعال ثورة غضب داخل المعارضة قبل أشهر، طالبت خلالها مجمل التشكيلات السياسية بإقالة الوزراء ، والاعتذار للشعب، بينما يتم التعامل مع السخرية من الدستور والنخب السياسية والمؤسسة العسكرية بقدر كبير من التجاهل فى الوقت الراهن، دون معرفة الأسباب الكامنة وراء الموقف الأخير.