بعد اختتام الحوار دون انتظاره .. هل يقرر ولد بلخير مقاطعة مخرجاته؟

قررت الأغلبية الداعمة للرئيس الموريتانى محمد ولد عبد العزيز إغلاق "الحوار الشامل" فى الوقت المتفق عليه سلفا مع أحزاب المعارضة دون منح حزب التحالف الشعبى التقدمى ( أبرز شريك معارض) فرصة لاتخاذ موقف نهائى من الحوار، ووضعته أمام خيارات بالغة التعقيد.

الحزب الذى يترأسه الزعيم مسعود ولد بلخير قرر عقد اجتماع خاص لمكتبه السياسى مساء اليوم الأربعاء 19-10-2016 من أجل حسم موقفه من الاستمرار فى الحوار أو الخروج منه، بعد اجتماع ضم قائد الحزب بالرئيس يوم الأثنين 17-10-2016، لكن يبدو أن الأغلبية قررت حسم موقفها والخروج بتقرير نهائى عن المتحاورين دون انتظار موقف الحزب أو الاستماع لآراء مكتبه السياسى بشأن العملية الجارية.

ويبدو حزب التحالف الشعبى التقدمى المعارض الآن أمام خيارات صعبة ومحدودة، لعل أبرزها :

(*) القبول بمخرجات الحوار الذى أختتم من دون مشاركة مندوبيه، ودون نجاح الحزب فى تمرير أبرز مطالب مناضليه ( فتح المادة المتعلقة بسن المرشح لمنصب الرئيس) ، وعجز اللقاء الأخير عن حل الإشكال أو الاتفاق على مقترح بديل.

(*) مقاطعة حفل الاختتام بعد المشاركة النوعية فى حفل الافتتاح، ورفض مخرجات الحوار، وهى أمور جدة معقدة، بحكم أن حزب التحالف الشعبى التقدمى كان من أبرز الأحزاب المتحمسة للحوار، كما أن رئيسه مسعود ولد بلخير الذى وعد الشعب فى خطابه الأخير بالتمسك بنهجه الرافض للتجاذب السياسى وتكدير صفو الأمن العام، سيجد صعوبة بالغة فى العودة إلى المواقف المعارضة الراديكالية أو الانضمام لتحالفات أخرى، أعرب أكثر من مرة عن رفضه للتحالف معها أو العمل معها من أجل الضغط على الرئيس وكبار معاونيه.

 

وبغض النظر عن القرار الذى سيتبناه الزعيم وحزبه خلال الساعات القليلة القادمة، فإن مسار الحزب المضطرب داخل الحوار، سيمنح الساحة المحلية المزيد من الغموض والتجاذب، وسيجعل كل طرف ينتظر تعزيز كفته بحزب له مكانته وشعبيته، رغم أن المعارضة لاترى فيه حليفا مستمرا لها فى الساحة بحكم تركة الماضى الثقيلة، والأغلبية لم تعد ترى فيه الشريك  الذى يمكن تمرير كل المقترحات بوجوده، رغم التنازلات الجمة التى قدمت له خلال العشرية الأخيرة.