تجييش إعلامي لضرب الوحدة الداخلية

صعدت أوساط في الأغلبية الرئاسة بموريتانيا حربها السياسية والإعلامية ضد حركة "إيرا" خلال الأيام الماضية، وسط مخاوف من تحويل الصراع السياسي إلي صراع فئوي بفعل التجييش الإعلامي والضعف الذي أبانت عنه الحكومة.

 

فمع أول تصرف قامت به قوات الدرك في روصو تجاه معتقلي الحركة والمسيرة الشعبية التي كانت تنوي تنظيمها أمام مقر الولاية، تحركت الإدارة العامة للأمن بنواكشوط عبر كافة المنابر الإعلامية للترويج لرواية غريبة مفادها أن الحركة خططت لإحراق أسواق شعبية والقيام بحملة تخريب داخل العاصمة نواكشوط.

 

وتبارت المواقع الإلكترونية في الكشف عن المخطط الذي أحبطته إدارة الأمن قبل أن يتبين من خلال اتهام النيابة العامة زيف تلك الدعاوي، بل إن الناشط الذي اعتقل بنواكشوط لم توجه له تهمة التخطيط لأي عمل، وإنما الانتماء لحركة محظورة والتحريض علي العنف بعد تصريحات إعلامية أدلي بها.

 

غير أن الغريبة هو انتهاج بعض وسائل الإعلام المقربة من المخزن سياسة تجييش خطيرة، واستضافة محللين ونشطاء وأئمة يطرحون تصورات غاية في الغرابة، وسط تبادل للتهديد والشتم والتصفية وكأن الدولة قررت الاستقالة من مهامها.

 

وكشفت الأحداث والتغطية الإعلامية لها عن ضعف شديد في أداء الحكومة، أو تخطيط خطير لضرب الوحدة الوطنية في الذكري 54 للاستقلال البلاد دون معرفة الأسباب أو النتائج المنتظرة من طرف صناع القرار بموريتانيا.