قال أستاذ "الكيمياء الحيوية" بجامعة نواكشوط د/ عبد الله ولد سيدى إن التقسيم الإداري لولاية تكانت لحد الساعة لم يضف الكثير على واقعه كإرث استعماري غداة الاستقلال، لكن سكان تكانت يستبشرون خيرا بنتائج الحوار الوطني الشامل التي تضمنت إعادة النظر في التقسيم الإداري على المستوى الوطني، ويأملون أن تسهم زيارة فخامة رئيس الجمهورية للولاية في شهر نوفمبر ـ على رمزيته ـ إلى وقوفه شخصيا على مشروعية استحداث مقاطعات جديدة في انبيكة و الرشيد والقدية وذلك استجابة لتطلعات السكان و تماشيا مع المعطيات الفنية الضرورية لمثل هذه الإجراءات.
وقال ولد سيدي فى مقابلة مع زهرة شنقيط اليوم الثلاثاء 8-11-2016 إن السكان بقدر ما يشعرون بالمرارة جراء اندثار العبق الحضاري بولاية تكانت، تلوح لهم بارقة ضوء في نفق الإهمال، لما لمسناه من تثمين للموروث الحضاري و من عناية متبصرة من طرف فخامة رئيس الجمهورية و الوزارة الوصية بالمدن القديمة ورموز الصمود ضد المستعمر، وهي ضمانات مطمئنة على تكليل جهود الفاعلين المحليين بالنجاح في انتشال جميع المدن الأثرية في تكانت من شبح الإهمال و التهميش.
وهذا نص المقابلة :
موقع زهرة شنقيط : ما الذي ستحققه الزيارة الحالية للرئيس لصالح سكان تكانت؟
د/ عبد الله ولد سيدى : تعتبر الزيارة فرصة لقاطنة الولاية للتلاحم وبلورة الأولويات من أجل طرح مشاكلهم بصفة مباشرة على فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وتساهم كذلك في تعزيز ثقتهم بمدى متابعة المشاريع التنموية قيد التنفيذ أو التي تم انجازها في الآونة الأخيرة. ينضاف إلى ذلك المكاسب المتوقعة للزيارة من حيث صياغة وبرمجة المتطلبات الأساسية للسكان لاعتمادها على شكل مشاريع مستقبلية (ذات طابع استعجالي أو تنموي حسب طبيعة المطالب) في إطار تكامل اقتصادي تنموي يخدم رفاهية واستقرار السكان في أماكنهم الأصلية.
تأتي الزيارة أيضا في ظرفية خاصة ولحظه مفصلية من تاريخ الجمهورية عشية التغييرات الدستورية المقترحة، بما تستلزمه هذه المرحلة من شرح و مواكبة وتكاتف لمختلف الفاعلين في الولاية من أجل رفع التحديات الوطنية الكبرى والاستعداد الأمثل لجميع الاستحقاقات القادمة.
موقع زهرة شنقيط : ما هي أبرز النواقص الملاحظة لدى سكان الولاية؟
د/ عبد الله ولد سيدى : تشكل الزراعة بشعبتيها الواحاتية و المطرية إحدى الروافع التنموية في ولاية تكانت لما تزخر به من امكانات اقتصادية شكلت على مدى عقود من الزمن رافدا أساسيا ارتبطت به ساكنة المنطقة كضامنللحد الأدنى من الحياة، غير أن مسايرة قاطرة التنمية ومواكبة البرامج النوعية في البلد، تفرض النهوض بالقطاع الزراعي عن طريق تطوير و تفعيل تدخلات المشاريع الوطنية في الولاية (إعادة استصلاح سد تكننت و ترميم سد إكفان التابعين لبلدية التنسيق) والبدء في انجاز مشروع تامورت أنعاج كقطب تنموي طموح طال انتظاره من قبل أزيد من 9000 نسمة تقطن بالبلدية.
وبالرغم من التحسن المضطرد للقطاعات الخدمية على مستوى الولاية عموما وبالأخص عواصم المقاطعات، يمكن الحديث عن بعض المآخذ على مستوى تصنيف المنشآت الطبية خصوصا في عواصم البلديات حيث تحتاج أغلب المرافق الصحية إلى زيادة القدرة الاستيعابية وتحديث المستلزمات الطبية بما يلائم طبيعة الأمراض والأخطار الصحية في الولاية (كمثال بسيطضرورة توفير الأمصال المضادة لسمية الأفاعي خصوصا في بلدية لحصيرة و المناطق الجنوبية من الولاية). أما على مستوى الخدمات التعليمية فتتميز الولاية بخارطة مدرسية نموذجية وذلك بفضل توفر التجمعات السكنية على منشآت تعليمية تتناسب مستوياتها مع الخصائص الديموغرافية لتلك المدن او القرى، اضافة الى اعتزاز سكان المنطقة بصمود المدرسة محتفظة بصبغتها الجمهورية وبأصالتها. بيد أن تعزيز الكادر البشري و المتابعة والتقويم للأنشطة المدرسية لاتزال تشكل مطلبا ملحا يستدعي إدراجها ضمن أولويات الوزارة المعنيةبالنسبة للولاية.
موقع زهرة شنقيط: ما النقاط الأكثر حاجة لدى سكان الولاية الآن؟
د/ عبد الله ولد سيدى : كما أشرت سابقا، اعتقد أن الأولوية مستحقة لتطوير وتجهيز المراكز الطبية اضافة الىطرح حلول دائمة لتوفير مياه الشرب في بعض القرى التي لم تستفد من البرامج الماضية للمنشآت المائية في الولاية (أنتاكش و دار السلام على سبيل المثال) و النهوض بالقطاع الزراعي من خلال الأمثلة السابقة (سد تكننت، سد اكفان، مشروع تامورت انعاج) بالإضافة إلى إعادة النظر في مشروع سد يحبس مياه "واد إزيف"لما له من تداعيات سلبية على سكان مناطق واسعة و حواضر تاريخية في الولاية.
موقع زهرة شنقيط : هل التقسيم الإداري الحالي منصف وما المطلوب؟
د/ عبد الله ولد سيدى : أعتبر أن التقسيم الإداري لولاية تكانت لحد الساعة لم يضف الكثير على واقعه كإرث استعماري غداة الاستقلال، لذلك فسكان تكانت يستبشرون خيرا بنتائج الحوار الوطني الشامل التي تضمنت إعادة النظر في التقسيم الإداري على المستوى الوطني، ويأملون أن تسهم زيارة فخامة رئيس الجمهورية للولاية في شهر نوفمبر ـ على رمزيته ـ إلى وقوفه شخصيا على مشروعية استحداث مقاطعات جديدة في انبيكة و الرشيد والقدية وذلك استجابة لتطلعات السكان و تماشيا مع المعطيات الفنية الضرورية لمثل هذه الإجراءات.
موقع زهرة شنقيط : تعرضت عدة مدن للتدمير (الرشيد القديم ـ كصر البركة)، ومع ذلك تخضع للتجاهل المتسمر، هل تعتقدون أن الزيارة مناسبة لرفع التهميش عنها؟
د/ عبد الله ولد سيدى : أوفقكم الرأي فيما ذهبتم اليه، ولكن بقدر ما يدعونا واقع اندثار هذا العبق الحضاري الى الأسى، تلوح لنا بارقة ضوء في نفق الإهمال، لمال مسناه من تثمين للموروث الحضاري و من عناية متبصرة من طرف فخامة رئيس الجمهورية و الوزارة الوصية بالمدن القديمة ورموز الصمود ضد المستعمر، وهي ضمانات مطمئنة على تكليل جهود الفاعلين المحليين بالنجاح في انتشال جميعالمدن الأثرية في تكانت من شبح الإهمال و التهميش.
موقع زهرة شنقيط : ما أبرز المطالب الشبابية؟
د/ عبد الله ولد سيدي : يتقاسم الشباب في ولاية تكانت نفس الاهتمامات و الطموح مع باقي شباب الوطن، من سعي للتكوين الجيد وولوج لسوق عمل بات أكثر تنافسية، ولعل أبرز المطالب لشباب الولاية هي فرص التمكين كفاعلين في السياسة المحلية تحت مظلة التوجهات السياسية لفخامة رئيس الجمهورية الرامية إلى إشراك استراتيجي للشباب و تجديد للطبقة السياسية. تنضاف ايضا لتلك المطالب الحاجة الملحة الى خلق مناخ ملائم يسهم في تمويل المشاريع المدرة للدخل و المؤسسات الصغيرة و المتوسطة المبتكرة والمسيرة من طرف الشباب في الولاية.