لماذا تجمع الشباب والأطرالشبابية بتامورت انعاج؟

الجواب على هذ السؤال مركب لأنه يتطلب استحضار إرث طويل من التهميش عاشته بلدية تامورت انعاج منذ قيام الدولة الموريتانية بدءا بالتقطيع الإداري الذي تجاهل مقدراتها الإقتصادية الضخمة ومواردها البشرية الأكثر في الولاية وجغرافيتها الشاسعة التي ترتسم على محياها ملامح يلتحم فيها الجمال بالثراء ؛ ومخزونها الثقافي الحضاري اباعتبارها سليلة گصر البركة المدينة الأثرية التي أنتجت موروثا حضاريا جمع بين الكتاب والركاب ؛ بين الزاوية والرباط.

 لكن هذه المقومات لم تشفع للإقليم الضحية فحبس حبسا تحكميا في قلعة المجرية التي أنشأها المستعمر و منذذلك الحين لم يتقدم أحد لرفع الحيف الإداري الواقع عليه. ليس حرمان بلدية التامورت من مرتبة مقاطعة هي المظلمة الوحيدة التي ألفتها .فعلى المستوى الخدمي وتحديدا في مجال التعليم يتعين على إثنين وعشرين الف نسمة هم عدد الساكنة أن يتدافعوا أمام إعدادية يتيمة هي الوحيدة في بلدية بهذ الحجم الديمغرافي والإمتداد الجغرافي . وفي مجال الصحة يتعين على نفس هذالعدد من السكان أن يتزاحم أمام مستوصف وحيد قابع على مساحة بحجم كف اليد ويضم غرفتين وردهة مغطاة بالصفيح ويزاول فيه التمريض ممرضان اثنان ولا وجود فيه لفحوص ولاقابلات ولا صيدلية.

في المجال الإقتصادي الدراسات التي خلفها المستعمر تذهب إلى أن وادي التامورت يمكن إذاماتم استغلاله بشكل اقتصادي علمي أن يكون سلة غذاء لعموم موريتانيا ؛ وهذا ما تواترت عليه مختلف الدراسات اللاحقة . لكن هذه السلة ظلت خالية حتى من حد الكفاف لأن مزارعي التامورت ظلوا تحت رحمة آلاتهم البدائية العتيقة فلا وسائل إنتاج عصرية ولاتحكم في المياه لري المساحات وبالتالي لاغلات ولا محاصيل زراعية بحجم يتناسب مع خصوبة التربة وغزارة مياهها..... ويرفع الفقر عن كواهل أثقلتها دوامةالعمل المضني . ومثلما لم تتغير بيأة وظروف المزارع والمنمي لم ينجح شباب البلدية وأطرها في كسر حاجز مازال يحول بينهم وبين الولوج إلى دائرة الحياة العامة وتولي المناصب الحكومية ؛ فأن يتطلع الأستاذ أو الطبيب أو المهندس أو الموظف الإداري أو الناشط السياسي إلى تحسين وضعه والإرتقاء إلى منصب عام ؛ فذلك ضرب من أحلام اليقظة لا طموح مشروع قابل للتحقق . كل ذلك والنخبة السياسية تتصارع على كعكة لاوجودلها تتبادل إطلاق النار في سعي محموم لقنص كل من تسول له نفسه التقدم إلى الأمام والخروج من قمقمه الضيق.

وفي ظل هذه الفلسفة السياسية المحلية القائمة على الإحتراب والمنع المتبادل لم يجد المواطن البسيط من يرفع رسالته إلى السلطات العليا طوال الحقب المتوالية ولم يجدمن يضمدجروحه ويهتم بتوفير سعادة. موضوعية له .ولم يجد حملة الشهادات العاطلين عن العمل من يحمل معهم ملفاتهم إلى مراكز التشغيل ولم يجد الأطر المنخرطون في الوظيفة العمومية من يفتح أمامهم آفاق الإرتقاء إلى المناصب العامة ...... ولأن هذ الإرث لم يعد يحتمل ولأن المواطنين بمختلف فئاتهم العمرية وشرائحهم الإجتماعية قد وصلوا إلى درجة من النضج والوعي باتت عصية على الإحتواء .فقد قرروا الأخذ بزمام المبادرة ومواجهة مشكلاتهم بأنفسهم بعيدا عن كل وصاية محلية وذلك من خلال الإنخراط في تجمع شامل يستند إلى فلسفة سياسية تجعل من بناء المجتمع والإهتمام بالإنسان محور عملها متمسكين بالنهج السياسي لفخامة الرئيس محمد وولد عبد العزيز.

الأستاذ محمد فال ولد أمحمد أطفل