من منا لا يعتز بشنقيطيته ، من منا لا يعتز بموريتانيته ، من لا يعتز بأن موريتانيا أمه التي ربته ، فهو خائن ، وعاق ، ولا يدفن في مقابر المسلمين، شأنه في ذلك شأن عبد الله ابن أبي الذي نزل فيه حكم الله من فوق سبع سموات بأنه منافق ، ومصيره إلى جنهم وبئس المصير.
أيها الموريتانيون شباب وشيبا ، لا تغرنكم الحياة الدنيا ، بأن تخونوا وطنكم ، وتذكروا أن أجدادكم قد حافظوا على هذه الأرض ، وأورثوكم سيادتها ، فكانت وصيتهم الوحيدة لكم أن تحافظوا عليها وأن تدافعوا عنها.
ها نحن اليوم نشهد موجة ، وحربا إعلامية ، يحضوها إعلام المملكة المغربية ، بل وصل بيه الأمر إلى التشكيك في سيادة واستقلال بلدنا ، ولكن التاريخ شاهد بأن موريتانيا قد وجدت على أديم أرض المغربي العربي قبل المملكة المغربية ، بل كان ولله الحمد الفضل لأجدادنا بأن نشروا تعاليم الدين الإسلامي الحنيف في ربوع القارة الإفريقية. والأمثلة على ذلك كثيرة ، وليست مراكش ببعيدة عن ذلك فهذه المدينة الجميلة التي بناها أجداد واتخذوها عاصمة لدولة المرابطون ، هي أحد المدن السياحية الكبرى في المملكة المغربية . فمن انت يا شباط لتطعن في استقلاليتنا ، وتتجاهل سيادتنا ، كان من الأحرى بك وبوصفك رئيس حزب أن تتكلم عن الوضع المزري للشعب المغرب الذي تعيش منهم نسبة %90 تحت خط الفقر. من أنت يا شباط لتتحدث عن أحفاد شنقيط أهل العلم والعلماء الذين شهدت لهم القارة الإفريقية بحسن الجوار والجود والكرم .
يا شباط أعلم أن شنقيط قد وجدت قبلك بقر ون من الزمن ، أسأل أجدادك إن كنت لا تعلم سيقولون لك إنني شنقيطي حتى النخاع ، وأن دافعت عن بلادي في وجه المستعمر حتى انهزم ورجع بخفي حنين ، اسأل فرنسا عن مجتمع البيظان هل نجح مشروعها في طمس هويته كما طمس هويتك إن كنت تعرفها أصلا . سيقولون لك : إنني شنقيطي حتى النخاع ، وأن مشروعهم لتحطيم هويتي العربية الزنجي الشنقيطي قد فشل فشلا كبيرا ، بل سيزيدونك من الشعر بيتا ، بأن مجتمع البيظان هو المجتمع الوحيد في المغرب العربي الذي وقفوا عاجزين عن طمس هويته. لما ذا ؟ لأنه مجتمع جعل القرءان الكريم دستورا له وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم منهاجا وطريقا لبناء مستقبله . يا شباط اعلم بانني شنقيطي حتى النخاع لسان حال يردد قول شيخي المختار ولد بون :
نحن ركب من الأشراف منتظـــم *** أجل ذا العصر قدرا دون أدننــــــا
قد اتخذنا ظهور العيس مدرســــــة*** بها نبين دين الله تبيانـــــــــــــــــا
هذه هي موريتانيا إن كنت جاهلا، وما أظنك إلا جاهلا، لكن أقول لك بأن موريتانيا دولة حرة مستقلة رغم انفك ، جمهورية إسلامية رغم أنفك ، لا تشرب الخمر ولا المخدرات رغم أنفك لا تسرق ولا تنافق رغم انفك ... إنني شنقيطي عربي زنجي إفريقي حتى النخاع رغم أنفك .... ..... تلك هي موريتانيا التي نعتز بها ولله الحمد.
وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الشهادة لي بأني كامل
أيها اللوبي الموريتاني المنافق المبايع للمملكة المغربية قد بلغ السيل الزبى ، وضاق الصدر ، ولم يبقى في الوقت متسع لذلك أنصحكم بأن تتركوا السعي وراء الأموال وبيع الذمم وخيانة الوطن فإن في ذلك مدعاة للفتن وتخريب لهذا الأرض المباركة. توبوا إلى ربكم واستغفروه، واجعلوا مصلحة الوطن فوق مصلحتكم الشخصية، وأعلموا أن في الفرقة ضعف وفي الاتحاد قوي. وأعلموا أن المغرب يسعى من خلالكم للوصول إلى مصالحه الشخصية وتخريب هذا البلد الطيب حتى يجعله تابعا له فتكونوا بذلك عبيدا تشتغلون في قصور الملوك المغربية . من كان منكم يريد الإصلاح فأهلا بيه في موريتانيا ومن كان يسعى إلى تخريب البلد لا مكان له بيننا فليرحل غير مأسوف عليه ولا ملوم.
من هذا المنظار فإنني وأنا الشنقيطي حتى النخاع أدعوا جميع الموريتانيين بمختلف شرائحهم ومؤسساتهم المدنية والعسكرية والسياسية للدفاع عن بلدهم ضد الحملة الشرسة التي يمارسها الإعلام والأحزاب السياسية للمملكة المغربية.
ويقع الحمل كما أسلفت على كل المؤسسات كل حسب عمله وميدان تخصصه ، فالمؤسسات الإعلامية مثلا عليها إن تدافع عن هذا الوطن وان تبتعد عن كل ما يسيء إليه و أن تخصص مساحات لتنشر تاريخ هذه الأرض وكيف كان الأجداد يدافعون عنه ضد المستعمر . كذلك الأحزاب السياسية عليها بإقامة ندوات لتحسيس الشعب بهذه القضية ومدى خطورتها. وعلى المؤسسة العسكرية أن تكون دائما على أهبة الاستعداد وأن تبدأ أولا بالمخربين والمنافقين الذين يوجدون هنا بغض النظر عن مكانتهم الاجتماعية أو الطائفية الدينية أو السياسية ، فهم قبل كل شي العدوى الأول والأخطر لأنهم داخل الوطن .
وأخيرا فموريتانيا ستبقى إنشاء الله دولة حرة مستقلة رغم أنوف الخونة والمنافقين.