هل قرر المنتدى فك الإرتباط مع حزب تواصل؟

تصاعدت وتيرة الإستفزاز والتحامل من قبل قادة المنتدى الوطنى للديمقراطية والوحدة المعارض لنواب وشيوخ حزب التجمع الوطنى للاصلاح والتنمية المعارض أبرز الأحزاب المشكلة للمنتدى، وعموده الفقرى فى الأنشطة ذات الزخم الجماهيرى طيلة السنوات الأخيرة.

فبعد بيان اللجنة الإعلامية المتحامل على النواب والشيوخ - دون استثناء- والمتهم لأبرز ممثلى الشعب خلال الفترة الأخيرة بقبول الرشوة واستلامها، فاقهم رموز من المنتدى جرح النواب الذى حاولوا التستر عليه، وأطلقوا بعض التصريحات المستفزة تجاه نواب الحزب الأبرز فى الساحة المعارضة فى الوقت الراهن.

ولعل الطريف فى الأمر هو أن مطلقى أوصاف التخوين والمساندة هم من أول القوى السياسية دعما للرئيس الحالى محمد ولد عبد العزيز، وتحمسا لإنقلابه العسكرى، واستفادة من مزايا السلطة التى أسس بعد انقلاب الجيش 2008، رغم أن البعض منهم ذاق مرارة الظلم والحرمان والإستهداف الممنهج والاتهام بأبشع الأوصاف من قبل الرئيس وأعوانه.

بينما كان رموز الحزب فى الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ من أكثر المتحمسين لرفض الإنقلاب ، وقادة الحراك الجماهيرى الذى رفض الإنقلاب والحكومة المنبثقة عنه، ولم يقبلوا بالتعامل معه طيلة السنوات الأخيرة، رغم الرسائل الإيجابية التى تلقوها من مراكز صنع القرار بموريتانيا فى الوقت الراهن.

رئيس حزب تواصل محمد جميل ولد منصور حاول الخروج من المأزق الأخلاقى الذى وضعه حلفائه فيه، حينما تهجموا على نواب وشيوخ حزبه بحضرتهن وفى ندوة هو من أكثر المتحمسين لها ومن أبرز المحاضرين فيها، وأمام جمهور عريض من قادة الحزب ومناضليه، وذلك بالدفع ببراءة نواب حزبه من المساندة، والتذكير بانتزاعهم لمقاعدهم بجدارةـ رغم مال السلطة وتهديدها وانحياز بعض القوى الفاعلة فى الساحة إليها.

تصريحات الأمس بدت وكأنها محاولة تفجير متعمدة للمنتدى، أو سذاجة سياسية يصعب تقبلها من شخصيات وازنة بحجم الأشخاص الذين أطلقوها فى لحظة يفترض أن للتفكير فيها نصيب وافر بحكم الجو الأكاديمى الذى طبع سياق الحديث، وجفاف الموضوع الذى يتحدث عنه القادة.