يشكل إعلان القوات السينغالية عن إطلاق عملية عسكرية لقوات "الإكواس" بغامبيا رسالة بالغة السلبية تجاه الحكومة الموريتانية ورئيسها الموجود فى الوقت الراهن مع الرئيس الغامبى يحي جامى داخل قصره، وتهديدا جديا لسلامة الرجل الذى قرر خوض وساطة جديدة فى الملف الغامبى بعد فشل "الإكواس" والمملكة المغربية فى إقناع ديكتاتور غامبيا بالتنازل عن الحكم.
السيطرة على القصر الرئاسى ببانجول هو الهدف المحتمل لقوات "الإكواس"، وخيارات الرئيس الموريتانى فى حالة التحرك السينغالى ستكون محدودة، مغادرة غامبيا تحت لهيب المدافع أو المغامرة بنفسه من خلال البقاء فيها لوقت أطول من أجل إجراء المزيد من المشاورات مع الرئيس الغامبى وأركان حكمه بغية الخروج من المأزق السياسى الراهن.
وبغض النظر عن جدية القرار المعلن من قبل القوات السينغالية والرئيس الممسك بزمام الأمور فى دكار، فإن القوات المسلحة الموريتانية تراقب الوضع عن كثب، وتنظر بكثير من الريبة لإعلان دكار مساء اليوم، مع الدفع ببعض عناصر الأمن إلى بانجول لتأمين الرئيس ومراقبة الوضع عن كثب فى انتظار مآلات الأمور المحتملة ونتائج الوساطة الجارية.
التقارير الواردة من حدود غامبيا تفيد بأن نيجيريا دفعت ب 200 جندى إلى السينغال للمشاركة فى العملية المرتقبة، بينما لاتزال القوات المالية مشغولة بنتائج هجوم "غاو" الأخير، وهو أمر من شأنه تعقيد المهمة أمام قوات "الإكواس"، وربما يحول العملية إلى ضجة إعلامية تمنح "بارو" فرصة للعيش فى الأحلام فى انتظار اقتناع "جامى" بامكانية التنازل عن الحكم والعيش خارج القصر الذى عاش فيه أكثر من 20 سنة.